أَرَابَ - [ر ي ب]. (ف: ربا. متعد، م. بحرف). أَرَابَ، يُرِيبُ، مص. إِرَابَةٌ.
1. "أَرَابَ صَاحِبَهُ" : أَوْقَعَهُ فِي الرِّيبَةِ وَالشَّكِّ.
2. "أَرَابَهُ مِنْهُ أَمْرٌ" : أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
3. "أَرَابَ جَارَهُ" : أَقْلَقَهُ، ...
الإِرْبُ بالكَسْرِ والسُّكُونِ هو : الدهاء والبَصَرُ بالأُمُورِ كالإِرْبَةِ بالكَسْرِ ويُضَمُّ فيقال : الأُرْبَةُ وزاد في لسان العرب : والأَرْب كالضَّرْب . والنُّكْرُ هكذا في النسخ بالنون مضمومة والذي في " لسان العرب " وغيره من الأُمَّهَاتِ اللُغَوِيَّةِ : المَكْر بالميم والخُبْثُ والشَّرُّ والغَائِلَةُ ورَدَ في الحديث أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فقال : " مَنْ خَشيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا " أَصْلُ الإِرْب بكَسْرٍ فسُكُونٍ : الدَّهَاءُ والمَكْرُ أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا قال ابنُ الأَثِيرِ : أَي مَنْ خَشِيَ غَائِلَتَهَا وجَبُنَ عن قَتْلِهَا الذي قيل في الجاهلية إنها تُؤْذِي قَاتلَهَا أَو تُصِيبُه بخَبَل فَقَدْ فَارَقَ سُنَّتَنَا وخَالَفَ ما نحنُ عليه وفي حديث عَمْرِو بن العَاصِ " فَأَرِبْتُ بأَبِي هُرَيْرَةَ ولمْ تَضْرُرْ بي إِربَةٌ أَرِبْتُهَا قطّ قَبْلَ يَوْمئذٍ " قال : أَرِبْتُ به
أي احْتَلْتُ عليه وهو من الإِرْبِ : الدَّهَاءِ والمَكْرِ والعُضْوُ المُوَفَّرُ الكَامِلُ الذي لم ينقص منه شيءٌ ويقال لكُلِّ عُضْوٍ إرْبٌ يقال قَطَّعْتُه إِرْباً إِرْباً أَي عُضْواً عُضْواً وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ : مُوَفَّرٌ والجَمْعُ آرَابٌ يقال : السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ وأَرْآبٌ أَيضاً وأَربَ الرَّجُلُ إِذا سجَدَ على آرَابِه مُتَمَكِّناً وفي حديث الصَّلاَة " كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ " أَيْ أَعْضَاءٍ واحدُهَا إِرْبٌ بكَسْرٍ فسُكُون قال : والمرادُ بالسَّبْعَةِ الجَبْهَةُ واليَدَان والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَان . والآرَابُ : قِطَعُ اللَّحْم والعَقْلُ والدِّينُ كلاَهُمَا عن ثعلب وضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ : الدَّيْنُ بفتح الدَّالِ المُهْمَلَةِ والفَرْجُ قاله السُّلَمِيّ في تفسير الحديث الآتي قيل : وهو غير معروف وفي بعض النسخ : الفَرَحُ مُحَركَةً آخرُه حاءٌ مهملة والإِرْبُ الحَاجَةُ كالإُِرْبَةِ بالكسر والضَّمِّ وفيه لُغَاتٌ أُخَرُ غير ما ذكرت منها الأَرَبُ مُحَرَّكَةً والمَأْرَُِبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ كالمَأْدَُبَة مُثَلَّثَةَ الدَّال وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها : " كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَمْلَكَكُمْ لأَرَبِهِ " أَيْ لِحَاجَتِه تَعْنِي أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَغْلَبَكُمْ لِهَوَاهُ وحَاجَتِه أَيْ كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَوَاهُ وقال السُّلميّ : هُوَ الفَرْجُ ها هنا وقال ابنُ الأَثيرِ : أَكْثَرُ المُحَدِّثينَ يَرْوُونَه بفَتْح الهَمْزَةِ والرَّاءِ يَعْنُونَ الحَاجَةَ وبعضُهم يَرْوِيهِ بكَسْرِهَا وسكون الرَّاءِ وله تَأْوِيلاَنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّه الحَاجَة والثاني أَرَادَتْ بِه العُضْوَ وعَنَتْ بِه مِنَ الأَعضَاءِ الذَّكَرَ خَاصَّةً وقوله في حديث المُخَنَّثِ " كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ " أي النِّكَاحِ والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ تَقُولُ العَرَبُ في المَثَل " مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ " قال الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لأَرَبٍ لَهُ فيكَ لاَ مَحَبَّةً . والمَأْرُبَةُ : الحَاجَةُ . والحَفَاوَةُ : الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ في السُّؤَال عنه وهي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ قال الله تعالَى : " وَلِيَ فِيهَا مآرِبُ أُخْرَى " وقَالَ تَعَالَى : " غَيْرِ أُولِي الإِرْبةِ مِنَ الرِّجَالِ " قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ : هُوَ المَعْتُوهُ . ولَقَدْ أَرُبَ الرَّجُلُ يَأْرُبُ إِرَباً كَصَغُرَ يَصْغُرُ صِغَراً إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ وأَرُبَ أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ أَيْ عَقَلَ فَهُوَ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَبَاءَ وأَرِبٌ كَكَتِفٍ
وأَرِبَ بِالشَّيْءِ كَفَرِحَ : درِبَ بِهِ وصَارَ فيه مَاهِراً بَصِيراً فَهُوَ أَرِبٌ كَكَتِفٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : ومنه الأَرِيبُ أَي ذُو دَهَاءٍ وبصرٍ قَالَ أَبُو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يرْثِي عَبْدَ بن زُهْرةَ :
يَلُفُّ طَوائفَ الأَعْدا ... ءِ وَهْو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ وقد أَرِب الرجلُ إِذا احْتَاجَ إلى الشيءِ وطَلَبه يَأْرَبُ أَرَباً قال ابنُ مُقْبل :
وإنَّ فِينَا صَبُوحاً إِنْ أَرِبْتَ بِهِ ... جَمْعاً بَهيًّا وآلاَفَا ثَمَانِينَا جَمْع أَلْفٍ أَي ثَمَانِينَ أَلْفاً أَرِبْتَ به أَي احْتَجْتَ إِليْهِ وأَرَدْتَه
وأَرِبَ الدَّهْرُ : اشْتَدَّ وَرَدَ في الحديثِ : " قَالَتْ قُرَيْشٌ : لا تَعْجَلُوا في الفِدَاءِ لاَ يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصْحَابُه " أَيْ يَتَشَدَّدُونَ علَيْكُم فيهِ . قال أَبُو دُوَاد الإِيَادِيُّ يصفُ فَرَساً :
أَرِبَ الدَّهْرُ فَأَعْددْتُ لَهُ ... مُشْرِفَ الحَارِك مَحْبُوكَ الكَتَدْ قال في " التهذيب " : أَي أَرادَ ذلك مِنَّا وطَلَبَه وقولُهم : أَرِبَ الدَّهْرُ كأَنَّ له أَرَباً يَطْلُبه عندنَا فُيُلحّ لذلكَ
وأَرِبَ الرَّجُلُ أَرَباً : أَنِسَ
وأَرِبَ بالشَّيْءِ : ضَنَّ بِهِ وشَحَّ
وأَرِبَ به : كَلِفَ وعَلِقَ ولَزِمَه قال ابنُ الرِّقَاع :ومَا لأَمْرِئِ أَرِبٍ بالحَيَا ... ةِ عَنْهَا مَحِيصٌ وَلاَ مَصْرِفُ أَيْ كَلِفٍ
وأَرِبَتْ مَعدَتُه : فَسَدَتْ . وأَرِبَ عُضْوُه أَيْ سقَطَ وأَرِبَ الرَّجُلُ جُذِم وتَسَاقَطَتْ آرَابُهُ أَيْ أَعْضَاؤُه وقَدْ غَلَبَ في اليَدِ وأَرِبَ الرَّجُلُ قُطِعَ إِرْبُهُ وفي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ : " أَنَّه نَقِمَ عَلَى رَجُل قَوْلاً قَالَهُ فَقَالَ لَهُ : أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ " مَعْنَاهُ : ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ وفي التهذيب أَرِبْتَ مِنْ ذِي يَدَيْكَ وعَنْ ذي يَدَيْكَ وقَالَ شَمِرٌ : سَمعْتُ عن ابنِ الأَعرابيّ يقولُ : أَرِبْتَ في ذِي يَدَيْكَ ومثلُه عن أَبِي عُبَيْدٍ وجعلَ شيخُنا مِنْ يَدَيْك بِمنْ الجَارَّةِ تَحْرِيفاً مِنَ النُّسَّاخِ وهو هكذا في التهذيب بالوَجْهَيْنِ أَي سَقَطَتْ آرَابُكَ مِن وفي نسخة : عَن اليَدَيْنِ خَاصَّةً وقيل : سَقَطَتْ مِنْ يَدْكَ قال ابن الأَثِيرِ : وقَدْ جَاءَ في رِوَايَةٍ أًخْرَى لِهذَا الحَدِيثِ : " خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ " وهي عِبَارَةٌ عنِ الخَجَل مَشْهُورَةٌ كأَنَّهُ أَرَادَ : أَصابَكَ خَجَلٌ ومَعْنَى خَرَرْتَ : سَقطْتَ . وأَمَّا قولُهُم في الدُّعَاءِ : مَالَهُ أَرِبَتْ يَدُهُ فَقِيلَ : قُطِعَتْ أَو افْتَقَرَ فَاحْتَاجَ إلى مَا بأَيْدِي النَّاسِ قاله الأَزْهريّ " وجَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى عَمَل يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ فَقَالَ : أَرِبٌ مَالَهُ " وفي خَبَرِ ابن مَسْعُود " دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ مَالَهُ " قال ابنُ مَسْعُود " دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ مَالَه " قال ابنُ الأعْرَابيِّ : احْتَاجَ فَسَأَل فمالَهُ . وقالَ القُتَيْبِيُّ أَيْ سَقَطَتْ أَعْضَاؤُه وأُصِيبَتْ وقال ابنُ الأَثِيرِ : في هذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلاَثُ رِوَايَات : إِحْدَاهَا : أَرِبَ بِوَزْنَ عَلِمَ ومَعْنَاهُ الدُّعَاءُ عَليه كَمَا يقالُ : تَرِبَتْ يَدَاكَ يُذْكَرُ في مَعْنَى التَّعَجُّبِ ثُمَّ قال : مَالَهُ أَيْ أَيُّ شَيْءٍ بِهِ وَمَا يُرِيدُ والرّوَايَةُ الثَّانِيَةُ : أَرَبٌ مَالَهُ . بِوَزْنِ جَمَلٍ أَيْ حَاجَةٌ لَهُ وَمَا زَائِدَةٌ لِلَّتَقْلِيلِ أَيْ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ وقِيلَ : مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جَاءَتْ بِهِ فحَذَفَ ثُمَّ سَأَلَ فقَالَ : مَالَهُ : والرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ أَرِبٌ بِوَزْنِ كَتِفٍ وهُوَ الحاذِقُ الكَامِلُ أَيْ هُوَ أَرِبٌ فَحَذَفَ المُبْتَدَأَ ثُمَّ سَأَلَ فَقَالَ : مَالَهُ أَيْ مَا شَأْنُهُ ومِثْلُهُ في حَدِيثِ المُغِيرَةِ بنِ عَبْد الله عن أَبيهِ
والأُرْبَةُ بالضَّمِّ هي العُقْدَةُ قَالَهُ ثَعْلَبٌ أَوْ هِيَ الَّتِي لاَ تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ حَلاًّ وقَد يُحْذَفُ منها الهَمْزُ فَيُقَالُ رُبَةٌ قال الشاعرُ :
" هَلْ لَك يَا خَدْلَةُ في صَعْبِ الرُّبَهْ
" مُعْتَرِمٍ هَامَتُهُ كالحَبْحَبَهْ قال أَبو منصور : هي العُقْدَة وأَظُنُّ الأَصلَ كَانَ الأُرْبَةَ فَحُذِفَ الهَمْزُ
والأُرْبَةُ : القِلاَدَةُ أَيْ قِلاَدَةُ الكَلْبِ التي يُقَادُ بِهَا وكذلك الدَّابَّة في لغَة طَيِّيءٍ . والأُرْبَةُ : أَخِيَّةُ الدَّابَّةِ والأُرْبَةُ : حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ تُؤَرَّى في الأَرْضِ وجَمْعُهَا أُرَبٌ قال الطِّرِمَّاحُ :
وَلاَ أَثَرُ الدُّوَارِ وَلاَ المَآلي ... ولكِنْ قَدْ تُرَى أُرَبُ الحُصُونِ والإِرْبَةُ بالكَسْرِ : الحِيلَةُ والمَكْرُ وقد تَقَدَّم في أَول المادة فذكرُه هنا ثانياً مُسْتَدْرَك
والأُرْبِيَّةُ بالضَّمِّ : أَصْلُ الفَخِذ يكونُ فُعْلِيَّة ويكون أُفْعُولَة وستأْتي الإِشارةُ إِليها في بابها إن شاء الله تعالى
والأَرْبُ بالفتحِ قال شيخنا : ذِكرُه مُسْتَدْرَكٌ لأَن الإِطلاقَ كافٍ وهو الفُرْجَةُ التي مَا بَيْنَ إصْبَعَيِ الإِنْسَانِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى نَقَلَه الصاغانيّ
والأُرْبُ بالضَّمِّ : صِغَارُ البَهْم بالفَتْح فالسُّكُونِ سَاعَةَ ما تُولدُوالإِرْبِيَانُ بِالكَسْرِ : سَمَكٌ عن ابن دُرَيْد وقال أَحْسَبُه عَرَبِيًّا وأَيضاً : بَقْلَةٌ والأَلِفُ والياءُ والنُّون زَوَائِدُ . وأَِرابٌ مُثَلَّثَةً أَيْ كَكِتَابٍ وسَحَاب وغُرَاب : ع أَوْ جَبَلٌ أَوْ مَاءٌ لِبَنِي رِيَاحِ بنِ يَرْبُوعٍ كذا بخط اليَزِيدِيِّ والذي في المعجم أَنَّه مَاءٌ من مِيَاهِ البَادِيَةِ
وَيَوْمُ إِرَاب من أَيَّامِهِم غَزَا فيه هُذَيْلُ بنُ هُبَيْرَةَ الأَكْبَرُ التَّغْلِبِيُّ بَنِي رِيَاح بنِ يرْبُوع والحَيُّ خُلُوفٌ فَسَبَى نسَاءَهُمْ وَسَاقَ نَعَمَهُمْ وقال مُساوِرُ بنُ هنْد :
وجَلَبْتُهُ مِنْ أهْلِ أَبْضَةَ طَائِعاً ... حَتَّى تَحْكَّمَ فيه أَهْلُ إِرَابِ وقَال مُنْقِذُ بنُ عُرْفُطَةَ يَرْثِي أَخَاهُ أُهْبَانَ وَقَتَلَتْهُ بَنُو عِجْل يَوْمَ إِرَاب :
بنَفْسِي مَنْ تَرَكْتُ وَلَمْ يُرَشَّدْ ... بِقُفِّ إِرَابَ وانْحَدَرُوا سِرَاعَا
وَخَادَعْتُ المَنِيَّةَ عَنْكَ سِرًّا ... فَلاَ جزَعٌ تَلاَنَ ولا رُوَاعَا وقال الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيّ :
أَتَبْكِي أَنْ رَأَيْتَ لأُمِّ وَهْبٍ ... مَغَانِيَ لاَ تُحَاوِرُكَ الجَوَابَا
أَثَافِيَ لاَ يَرِمْنَ وأَهْلَ خيمٍ ... سَوَاجِدَ قد خَوِينَ على إِرَابَا قُلْتُ : وفي أَنْسَابِ البَلاَذُرِيّ أَنْشَدَت امرأَةٌ من بَني رِيَاحٍ :
وكَانَتْ أُرَابُ لَنا مَرَّةً ... فأَضْحَتْ أُرابَ بَنِي العَنْبَرِ وَمَأْرِبٌ كَمَنْزِلٍ وَوَقَع في كلام المقْدِسِيِّ كَمِنْبَرٍ وهو غَلَطٌ قال شيخُنا : ولا تَنْصَرِفُ في السَّعَةِ للتأْنيث والعلَمِيَّة ويَجُوزَ إِبْدَالُ الهَمْزَةِ أَلِفاً وربما التُزِمَ هذا التخفيف ومن هنا جعل ابنُ سِيده مِيمَها أَصْلِيَّةً وأَلِفَهَا زائِدةً وقد أَعادها المؤلفُ في المِيمِ بناءً على هذا القَوْلِ : ع وفي المصباح : مَدينَةٌ باليَمَن من بلاد الأَزْد في آخر جبَال حَضْرَمَوْتَ وكانت في الزمن الأَوّل قاعدةً التَّبابعَةِ فإِنها مدينةُ بلْقيس بينها وبين صنْعَاء نحوُ أَرْبع مَراحِلَ وَزَادَ في المَرَاصد : وقيل : هو اسمُ قَصْرٍ كان لهم وقيل : اسمٌ لمُلْكِ سَبإٍ وهي كورَةٌ بين حَضْرَمَوْتَ وصَنْعَاءَ مَمْلَحَةٌ مَفْعلَةٌ منَ المِلْحِ ومنه مِلْحُ مَأْرِب أَقْطَعه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ بنَ حَمَّال وأَنشد في الأَساس :
" فِي مَاءِ مَأْرِبَ لِلظَّمْآنِ مَأْرُبَةٌ وقَالَ أَبُو عُبَيْد آرَبَ عَلَيْهِم مِثَالُ أَفْعَلَ يُؤْرِبُ إِيراباً : فَازَ وَفَلَجَ قال لَبيد :
قَضَيْتُ لُبَانَاتٍ وسَلَّيْتُ حَاجَةً ... ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرضةِ مُؤْرِبِ أَيْ غَالِبٍ يَسْلُبُها
وأَرِبَ عليه : قَويَ قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
وَلَقَدْ أَرِبْتُ عَلَى الهُمُومِ بِجَسْرَةٍ ... عَيْرَانَة بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُون أَيْ قَوِيتُ عليها واسْتَعَنْتُ بِهَا
وأَرَبَ العَقْدَ كَضَرَبَ يَأْرِبُهُ أَرْباً : أَحْكَمَهُ وكَذَا أَرَّبَه أَيْ عَقَدَهُ وشَدَّه قال أَبُو زُبَيْدٍ :
" عَلَى قَتِيلٍ مِنَ الأَعْدَاءِ قَدْ أَرُبُواأَنِّي لَهُمْ وَاحِدٌ نَائِي الأَنَاصِيرِ أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لهم واحِدٌ وأَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي وكَأَنَّ أَرُبوا من تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ . وقال أَبو الهَيْثَم : أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لهم في أَن أَبقَى مُغْتَرِباً نَائِياً عن أَنْصَارِي
وأَرَبَ فُلاَناً : ضَرَبَه عَلَى إِرْبٍ بالكَسْر أَي عُضْوٍ لَهُ
وقال ابنُ شُمَيْل : أَرِبَ في الأَمْرِ أَي بَلَغَ فيه جُهْدَه وَطَاقَتَه وفَطنَ له وقد تَأَرَّبَ في أَمْرِه
والأُرَبَي بفَتْح الرَّاءِ والموحَّدةِ مع ضَمّ أَوله مَقْصُوراً هكذا ضبطه ابنُ مالكٍ وأَبو حَيَّانَ وابنُ هِشَام : الدَّاهِيَةُ أَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ :
" فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَاهِيَ الأُرَبَى جَاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَىقُلْتُ : وهي كَشُعَبَى وأُرَمَى وَلاَ رَابِعَ لَهَا وستأْتي
والتَّأْرِيبُ الإِحْكَامُ يُقَال : أَرِّبْ عُقْدَتَك أَنشد ثعلبٌ لكَنَّازِ بنِ نُفَيْع يقوله لجرير :
غَضِبْتَ علينا أَنْ علاَكَ ابنُ غَالِبٍ ... فَهَلاَّ عَلَى جَدَّيْكَ في ذاكَ تَغْضَبُ
" هُمَا حِينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعَاةَ جَدِّهِأَنَاخَا فَشَدَّاكَ العِقَالُ المُؤَرَّبُ والتَّأْرِيبُ التَّحْدِيدُ والتَّحْريشُ والتَّفْطِينُ والتَّوْفِيرُ والتَّكْمِيلُ أَي تَمَامُ النَّصِيبِ أَنشد ابنُ بَرِّيّ :
شُمٌّ مَخَامِيصُ تُنْسيهِمْ مَرَادِيَهُم ... ضَرْبُ القدَاحِ وتَأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ وهِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ وهي الأَنْصباءُ
والتَّأْرِيبُ أَيضاً : الشُّحُّ والحِرْصُ قاله أَبُو عُبَيْدٍ وأَرَّبَ العُضْوَ : قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ : أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ وفي الحديثِ : " أَنَّهُ أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ " المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ التي لم يَنْقُصْ منها شَيءٌ وقد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذَا وَفَّرْته مأْخوذ منَ الإِرْبِ وهو العُضْوُ وقيلَ : كلُّ مَا وُفِّر فقد أُرِّبَ وكُلُّ مُوَفَّرٍ : مُؤَرَّبٌ "
ومِنَ المَجَازِ : تَأَرَّبَ علينا فلان أَي تَأَبَّى وتَشَدَّدَ وتَعَسَّرَ وتَأَرَّبَ عَلَيَّ إذا تعَدَّى وكأَنَّه من الأُرْبَةِ : العُقْدَةِ . وفي حديث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْرٍو " لا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي " أَيْ لاَ تَشَدَّدْ وتَتَعَدَّ
وتَأَرَّبَ أَيْضاً : تَكَلَّفَ الدَّهَاءَ والمَكْرَ والخُبْثَ قال رُؤْبَة :
" فَانْطِقْ بِإِرْبٍ فَوقَ مَنْ تَأَرَّبا
" والإِرْبُ يُدْهِي خبَّ مَنْ تَخَبَّبَا والمُسْتَأْرَبُ بفتح الراء على صيغة المَفْعُولِ كذا ضبطه الجوهريّ من اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إِذا اشتدّ وهو الذي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب بآرَابِه من كلِّ ناحيَة . وَرَجُلٌ مُسْتَأْرَبُ وهو المدْيُونُ كأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ قال :
" ونَاهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍمُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَدْيُونُ هكذا أَنشده مُحَمَّدُ بن أَحمَدَ المُفَجَّع أَي أَخَذَه الدَّيُن من كُلِّ نَاحِيَةٍ والمُنَاهَزَةُ في البَيْع : انتهاز الفُرْصَةِ ونَاهَزُوه أَي بَادَرُوهُ والرَّهِقُ : الذي به خِفَّةٌ وحِدَّةٌ وعَضَّه السُّلْطَانُ أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عليه الأَمْرَ . والتِّرْعِيَّةُ : الذي يُجيدُ رَعْيَ الإِبلِ وفي بعض النسخ : المُستَأْرِب بكسر الراء
والمُؤَارِبُ : هو المُدَاهِي والمُؤَارَبَةُ : المُدَاهَاةُ وفلان يُؤَارِبُ صَاحِبَه أَي يُدَاهِيه قال الزمخشريّ : وفي الحَديثِ مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ " أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وهو العَاقِلُ لاَ يُخْتَلُ عن عَقْلهِ
والأُرْبانُ بضَمِّ الهَمْزَةِ لُغَةٌ في العُرْبَان بالعَيْن وسيأْتي في ع ر ب
وقِدْرٌ بالكسر أَرِيبَةٌ كَكَتيبَة أَي وَاسعَةٌ
وأَرَبَةُ مُحرَّكَةٌ : اسْمُ مَدِينَةٍ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ يقال إِن حَوْلَهَا ثلاثمائة وستينَ قَرْية