النَّفْرُ
التَّفَرُّقُ ويقال لقيته قبل كل صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولاً والصَّيْحُ الصِّياحُ
والنَّفْرُ التفرق نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً ودابة
نافِرٌ قال ابن الأَعرابي ولا يقال نافِرَةٌ وكذلك دابة نَفُورٌ وكلُّ جازِعٍ من
شيء نَ
النَّفْرُ
التَّفَرُّقُ ويقال لقيته قبل كل صَيْحٍ ونَفْرٍ أَي أَولاً والصَّيْحُ الصِّياحُ
والنَّفْرُ التفرق نَفَرَتِ الدابةُ تَنْفِرُ وتَنْفُر نِفاراً ونُفُوراً ودابة
نافِرٌ قال ابن الأَعرابي ولا يقال نافِرَةٌ وكذلك دابة نَفُورٌ وكلُّ جازِعٍ من
شيء نَفُورٌ ومن كلامهم كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ وقول أَبي ذؤيب إِذا نَهَضَتْ فيه
تَصَعَّدَ نَفْرُها كَقِتْر الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صيابُها قال ابن سيده إِنما هو
اسم لجمع نافر كصاحب وصَحْبٍ وزائر وزَوْرٍ ونحوه ونَفَرَ القومُ يَنْفِرُون
نَفْراً ونَفِيراً وفي حديث حمزة الأَسلمي نُفِّرَ بنا في سَفَرٍ مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقال أَنْفَرْنا أَي تَفَرَّقَتْ إِبلنا وأُنْفِرَ بنا أَي جُعِلنا
مُنْفِرِين ذَوِي إِبلٍ نافِرَةٍ ومنه حديث زَيْنَبَ بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأَنْفَرَ بها المشركون بَعِيرَها حتى سَقَطَتْ ونَفَرَ الظَّبْيُ وغيره
نَفْراً ونَفَراناً شَرَدَ وظَبْيٌ نَيْفُورٌ شديد النِّفارِ واسْتَنْفَرَ الدابة
كَنَفَّرَ والإِنْفارُ عن الشيء والتَّنْفِيرُ عنه والاسْتِنْفارُ كلُّه بمعنًى
والاسْتِنْفارُ أَيضاً النُّفُورُ وأَنشد ابن الأَعرابي ارْبُطْ حِمارَكَ إِنه
مُسْتَنْفِرٌ في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ أَي نافر ويقال في الدابة
نِفارٌ وهو اسمٌ مِثْلُ الحِرانِ ونَفَّرَ الدابة واسْتَنْفَرَها ويقال
اسْتَنْفَرْتُ الوحشَ وأَنْفَرْتُها ونَفَّرْتُها بمعنًى فَنَفَرَتْ تَنْفِرُ
واسْتَنْفَرَتْ تَسْتَنْفِرُ بمعنى واحد وفي التنزيل العزيز كأَنهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ
فَرَّتْ من قَسْوَرَةٍ وقرئت مستنفِرة بكسر الفاء بمعنى نافرة ومن قرأَ مستنفَرة
بفتح الفاء فمعناها مُنَفَّرَةٌ أَي مَذْعُورَةٌ وفي الحديث بَشِّرُوا ولا
تُنَفِّرُوا أَي لا تَلْقَوْهُمْ بما يحملهم على النُّفُورِ يقال نَفَرَ يَنْفِر
نُفُوراً ونِفاراً إِذا فَرَّ وذهب ومنه الحديث إِن منكم مُنَفِّرِينَ أَي من
يَلْقى الناسَ بالغِلْظَةِ والشِّدَّةِ فَيَنْفِرُونَ من الإِسلام والدِّين وفي
حديث عمر رضي الله عنه لا تُنَفِّرِ الناسَ وفي الحديث أَنه اشْتَرَطَ لمن
أَقْطَعَهُ أَرضاً أَن لا يُنَفَّرَ مالُه أَي لا يُزْجَرَ ما يرعى من ماله ولا
يُدْفَعَ عن الرَّعْي واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه
ومَدُّوه ونَفَرُوا في الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً هذه عن
الزَّجَّاج وتَنافَرُوا ذهبوا وكذلك في القتال وفي الحديث وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ
فانْفِرُوا والاسْتِنْفارُ الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ أَي إِذا طلب منكم
النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خارجين إِلى الإِعانة ونَفَرُ القومِ جماعَتُهم
الذين يَنْفِرُون في الأَمر ومنه الحديث أَنه بعث جماعة إِلى أَهل مكة فَنَفَرَتْ
لهم هُذَيْلٌ فلما أَحَسُّوا بهم لجَؤُوا إِلى قَرْدَدٍ أَي خرجوا لقتالهم
والنَّفْرَةُ والنَّفْرُ والنَّفِيرُ القومُ يَنْفِرُونَ معك ويَتَنافَرُونَ في
القتال وكله اسم للجمع قال إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطَا ونَفْرَةَ الحَيِّ
ومَرْعًى وَسَطَا يَحْمُونَها من أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا وكل ذلك مذكور في موضعه
والنَّفِيرُ القوم الذين يتَقَدَّمُونَ فيه والنَّفيرُ الجماعةُ من الناس
كالنَّفْرِ والجمع من كل ذلك أَنْفارٌ ونَفِير قريش الذين كانوا نَفَرُوا إِلى
بَدْرٍ ليمنعوا عِيْرَ أَبي سفيان ويقال جاءت نَفْرَةُ بني فلان ونَفِيرُهم أَي
جماعتهم الذين يَنْفِرُون في الأَمر ويقال فلان لا في العِيْرِ ولا في النَّفِير
قيل هذا المثل لقريش من بين العرب وذلك أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر
إِلى المدينة ونهض منها لِتَلَقِّي عِير قريش سمع مشركو قريش بذلك فنهضوا ولَقُوه
ببَدْرٍ ليَأْمَنَ عِيرُهم المُقْبِلُ من الشأْم مع أَبي سفيان فكان من أَمرهم ما
كان ولم يكن تَخَلَّفَ عن العِيْرِ والقتال إِلا زَمِنٌ أَو من لا خير فيه فكانوا
يقولون لمن لا يستصلحونه لِمُهِمٍّ فلان لا في العِيرِ ولا في النَّفِيرِ فالعيرُ
ما كان منهم مع أَبي سفيان والنفير ما كان منهم مع عُتْبَةَ بن ربيعة قائدهم يومَ
بَدْرٍ واسْتَنْفَرَ الإِمامُ الناسَ لجهاد العدوّ فنفروا يَنْفِرُونَ إِذا
حَثَّهُم على النَّفِيرِ ودعاهم إِليه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وإِذا
اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا ونَفَرَ الحاجُّ من مِنًى نَفْراً ونَفرَ الناسُ من مِنًى
يَنْفِرُونَ نَفْراً ونَفَراً وهو يوم النَّفْرِ والنَّفَرِ والنُّفُورِ
والنَّفِيرِ وليلةُ النَّفْر والنَّفَرِ بالتحريك ويومُ النُّفُورِ ويومُ
النَّفِير وفي حديث الحج يومُ النَّفْرِ الأَوّل قال ابن الأَثير هو اليوم الثاني
من أَيام التشريق والنَّفْرُ الآخِرُ اليومُ الثالث ويقال هو يوم النَّحْرِ ثم يوم
القَرِّ ثم يوم النفر الأَول ثم يوم النفر الثاني ويقال يوم النفر وليلة النفر
لليوم الذي يَنْفِرُ الناس فيه من منى وهو بعد يوم القرِّ وأَنشد لِنُصَيْبٍ
الأَسْوَدِ وليس هو نُصَيْباً الأَسْوَدَ المَرْوانِيَّ أَمَا والذي حَجَّ
المُلَبُّونَ بَيْتَهُ وعَلَّمَ أَيامَ الذبائحِ والنَّحْرِ لقد زَادَني
لِلْغَمْرِ حُبّاً وأَهْلهِ لَيالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الغَمْرِ وهل
يَأْثَمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلةَ النَّفْرِ
وسَكَّنْتُ ما بي من كَلالٍ ومن كرً وما بالمَطايا من جُنُوحٍ ولا فَتْرِ ويروى
وهل يأْثُمَنِّي بضم الثاء والنَّفَرُ بالتحريك والرَّهْطُ ما دون العشرة من
الرجال ومنهم من خصص فقال للرجال دون النساءِ والجمع أَنفار قال أَبو العباس
النَّفَرُ والقومُ والرَّهْطُ هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم قال سيبويه
والنسبُ إِليه نَفَرِيٌّ وقيل النَّفَرُ الناسُ كلهم عن كراع والنَّفِيرُ مثلُه
وكذلك النَّفْرُ والنَّفْرَةُ وفي حديث أَبي ذَرٍّ لو كان ههنا أَحدٌ من
أَنْفارِنا أَي من قومنا جمع نَفَرٍ وهم رَهْطُ الإِنسان وعشيرته وهو اسم جمع يقع
على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إِلى العشرة وفي الحديث ونَفَرُنا
خُلُوفٌ أَي رجالنا الليث يقال هؤلاء عَشَرَةُ نَفَرٍ أَي عشرة رجال ولا يقال
عشرون نَفَراً ولا ما فوق العشرة وهم النَّفَرُ من القوم وقال الفراء نَفْرَةُ
الرجل ونَفَرُهُ رَهْطُه قال امرؤ القيس يصف رجلاً بِجَوْدَةِ الرَّمْي فَهْوَ لا
تَنْمِي رَمِيَّتُهُ ما لَه ؟ لا عُدَّ من نَفَرِه فدعا عليه وهو يمدحه وهذا كقولك
لرجل يعجبك فعله ما له قاتله اللهُ أَخزاه اللهُ وأَنت تريد غير معنى الدعاء عليه
وقوله تعالى وجعلناكم أَكْثَرَ نَفِيراً قال الزجاج النَّفِيرُ جمع نَفْرٍ
كالعَبِيدِ والكَلِيبِ وقيل معناه وجعلناكم أَكثر منهم نُصَّاراً وجاءنا في
نُفْرَتِه ونافِرَتِه أَي في فَصِيلَتِه ومن يغضب لغضبه ويقال نَفْرَةُ الرجل
أُسْرَتُه يقال جاءنا في نَفْرَتِه ونَفْرِه وأَنشد حَيَّتْكَ ثُمَّتَ قالتْ إِنَّ
نَفْرَتَنا أَلْيَوْمَ كلَّهُمُ يا عُرْوَ مُشْتَغِلُ ويقال للأُسْرَةِ أَيضاً
النُّفُورَةُ يقال غابتْ نُفُورَتُنا وغَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُمْ وورد
ذلك في الحديث غَلَبَتْ نُفُورَتُنا نُفُورَتَهُم يقال للأَصحاب الرجل والذين
يَنْفِرُونَ معه إِذا حَزَبَه أَمر نَفْرَتُه ونَفْرُهُ ونافِرَتُه ونُفُورَتُه
ونافَرْتُ الرجلَ مُنافَرَةً إِذا قاضيتَه والمُنافَرَةُ المفاخرة والمحاكمة
والمُنافَرَةُ المحاكمة في الحَسَبِ قال أَبو عبيد المُنافَرَةُ أَن يفتخر الرجلان
كل واحد منهما على صاحبه ثم يُحَكِّما بينهما رجلاً كَفِعْلِ عَلْقَمَةَ بن
عُلاثَةَ مع عامر بن طُفَيْلٍ حين تَنافرا إِلى هَرِمِ بن قُطْبَةَ الفَزارِيِّ
وفيهما يقول الأَعشى يمدح عامر بن الطفيل ويحمل على عَلْقَمَةَ بن عُلاثَةَ قد
قلتُ شِعْري فمَضى فيكما واعْتَرَفَ المَنْفُورُ للنَّافِرِ والمَنْفُورُ المغلوب
والنَّافِرُ الغالب وقد نافَرَهُ فَنَفَرَهُ يَنْفُرُه بالضم لا غير أَي غلبه وقيل
نَفَرَهُ يَنْفِرُه ويَنْفُرُهُ نَفْراً إِذا غلبه ونَفَّرَ الحاكمُ أَحدهما على
صاحبه تَنْفِيراً أَي قضى عليه بالغلبة وكذلك أَنْفَرَه وفي حديث أَبي ذَرٍّ
نافَرَ أَخي أُنَيْسٌ فلاناً الشاعِرَ أَراد أَنهما تَفاخَرا أَيُّهما أَجْوَدُ
شِعْراً ونافَرَ الرجلَ مُنافَرَةً ونِفاراً حاكَمَهُ واسْتُعْمِلَ منه
النُّفُورَةُ كالحُكومَةِ قال ابن هَرْمَةَ يَبْرُقْنَ فَوْقَ رِواقِ أَبيضَ
ماجِدٍ يُرْعى ليومِ نُفُورَةٍ ومَعاقِلِ قال ابن سيده وكأَنما جاءت المُنافَرَةُ
في أَوّل ما اسْتْعْمِلَتْ أَنهم كانوا يسأَلون الحاكم أَيُّنا أَعَزُّ نَفَراً ؟
قال زهير فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثلاثٌ يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ
وأَنْفَرَهُ عليه ونَفَّرَه ونَفَرَهُ يَنْفُرُه بالضم كل ذلك غَلَبَه الأَخيرة عن
ابن الأَعرابي ولم يَعْرِفْ أَنْفُرُ بالضم في النِّفارِ الذي هو الهَرَبُ
والمُجانَبَةُ ونَفَّرَه الشيءَ وعلى الشيء وبالشيء بحرف وغير حرف غَلَبَهُ عليه
أَنشد ابن الأَعرابي نُفِرْتُمُ المَجْدَ فلا تَرْجُونَهْ وجَدْتُمُ القومَ ذَوِي
زَبُّونَهْ كذا أَنشده نُفِرْتُمْ بالتخفيف والنُّفارَةُ ما أَخَذَ النَّافِرُ من
المَنْفَورِ وهو الغالبُ
( * قوله « هو الغالب » عبارة القاموس أي الغالب من المغلوب ) وقيل بل هو ما أَخذه
الحاكم ابن الأَعرابي النَّافِرُ القَامِرُ وشاة نافِرٌ وهي التي تُهْزَلُ فإِذا
سعلت انتثر من أَنفها شيء لغة في النَّاثِرِ ونَفَرَ الجُرْحُ نُفُوراً إِذا
وَرِمَ ونَفَرَتِ العينُ وغيرها من الأَعضاء تَنْفِرُ نُفُوراً هاجت ووَرِمَتْ
ونَفَرَ جِلْدُه أَي وَرِمَ وفي حديث عمر أَن رجلاً في زمانه تَخَلَّلَ بالقَصَبِ
فَنَفَرَ فُوهُ فنهى عن التخلل بالقصب قال الأَصمعي نَفَرَ فُوه أَي وَرِمَ قال
أَبو عبيد وأُراهُ مأْخوذاً من نِفارِ الشيء من الشيء إِنما هو تَجافِيهِ عنه
وتَباعُدُه منه فكأَن اللحْمَ لما أَنْكَرَ الداء الحادث بينهما نَفَرَ منه فظهر
فذلك نِفارُه وفي حديث غَزْوانَ أَنه لَطَمَ عينه فَنَفَرَتْ أَي وَرِمَتْ ورجل
عِفْرٌ نِفْرٌ وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعُفارِيَةٌ
نُفارِيَةٌ إِذا كان خبيثاً مارِداً قال ابن سيده ورجل عِفْرِيتَةٌ نِفْرِيتَةٌ
فجاء بالهاء فيهما والنِّفْرِيتُ إِتباعٌ للعِفْرِيت وتوكيدٌ وبنو نَفْرٍ بطنٌ وذو
نَفْرٍ قَيْلٌ من أَقيال حِمْيَرَ وفي الحديث إِن الله يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ
النِّفْرِيَةَ أَي المُنْكَرَ الخَبيثَ وقيل النِّفْرِيَةُ والنِّفْرِيتُ إِتباع
للعِفْرِيَةِ والعِفْرِيتِ ابن الأَعرابي النَّفائِرُ العصافير
( * قوله « النفائر العصافير » كذا بالأصل وفي القاموس النفارير العصافير ) وقولهم
نَفِّرْ عنه أَي لَقِّبْهُ لَقَباً كأَنه عندهم تَنْفِيرٌ للجن والعينِ عنه وقال
أَعرابي لما وُلدتُ قيل لأَبي نَفِّرْ عنه فسماني قُنْفُذاً وكنَّاني أَبا
العَدَّاءِ
معنى
في قاموس معاجم
الفَرْو
والفَرْوَة معروف الذي يُلبس والجمع فِراء فإِذا كان الفرو
( * قوله « فاذا كان الفرو إلخ » كذا بالأصل ) ذا الجُبَّة فاسمها الفَرْوة قال
الكميت إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع وَوَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ
وأَورد بعضهم هذا البيت مستشهد
الفَرْو
والفَرْوَة معروف الذي يُلبس والجمع فِراء فإِذا كان الفرو
( * قوله « فاذا كان الفرو إلخ » كذا بالأصل ) ذا الجُبَّة فاسمها الفَرْوة قال
الكميت إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع وَوَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ
وأَورد بعضهم هذا البيت مستشهداً به على الفروة الوَفْضَة التي يجعل فيها السائل
صدقته قال أَبو منصور والفَرْوة إِذا لم يكن عليها وَبَر أَو صوف لم تُسَمَّ فَروة
وافْتَرَيْت فَرْواً لَبِسته قال العجاج يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسرِ
قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْترِي والفَرْوَة جِلدة الرأْس وفَرْوة الرأْس
أَعْلاه وقيل هو جلدته بما عليه من الشعر يكون للإِنسان وغيره قال الراعي دَنِس
الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه غُرِسَتْ فأَنْبَت جانباها فُلْفُلا والفَروة
كالثَّروة في بعض اللغات وهو الغنى وزعم يعقوب أَن فاءها بدل من الثاء وفي حديث
عمر رضي الله عنه وسئل عن حدِّ الأَمة فقال إِن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها من
وراء الدار وروي من وراء الجدار أَراد قِناعها وقيل خمارها أَي ليس عليها قناع ولا
حِجاب وأَنها تخرج مُتَبَذِّلة إِلى كل موضع تُرْسَل إِليه لا تَقْدِر على الامتناع
والأَصل في فروة الرأْس جلدته بما عليها من الشعر ومنه الحديث إِنَّ الكافر إِذا
قُرِّبَ المُهْلُ مِن فيه سقطت فَرْوة وجهه أَي جلدته استعارها من الرأْس للوجه
ابن السكيت إِنه لذو ثَرْوة في المال وفَروة بمعنى واحد إِذا كان كثير المال وروي
عن علي بن أَبي طالب كرّم الله وجهه أَنه قال على منبر الكوفة اللهم إِني قد
مَلِلْتُهم ومَلُّوني وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني فسَلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ
الذَّيَّالَ المَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها ويأْكل خَضِرَتَها قال أَبو منصور
أَراد عليّ عليه السلام أَن فتى ثقيف إِذا ولي العراق توسَّع في فَيْء المسلمين
واستأْثر به ولم يَقْتَصِر على حصته وفَتَى ثقيف هو الحَجَّاجُ بن يوسف وقيل إِنه
ولد في هذه السنة التي دعا فيها عليّ عليه السلام بهذا الدعاء وهذا من الكَوائِن
التي أَنبأَ بها النبي صلى الله عليه وسلم من بعده وقيل معناه يَتَمَتَّعُ
بِنِعْمَتها لُبْساً وأَكلاً وقال الزمخشري معناه يلبس الدَّفيءَ اللَّيِّنَ من
ثيابها ويأكل الطريَّ الناعم من طعامها فضرب الفَرْوة والخَضِرة لذلك مثلا والضمير
للدنيا أَبو عمرو الفَرْوَة الأَرض البيضاء التي ليس فيها نبات ولا فَرْش وفي
الحديث أَن الخَضِر عليه السلام جلس على فَرْوة بيضاء فاهتزت تحته خَضْراء قال عبد
الرزاق أَراد بالفَرْوة الأَرضَ اليابسةَ وقال غيره يعني الهَشيم اليابس من
النَّبات شبهه بالفَروة والفَروةُ قطعة نبات مجتمعة يابسة وقال وهامةٍ فَرْوَتُها
كالفَرْوهْ وفي حديث الهجرة ثم بَسَطْتُ عليه فَرْوَةً وفي أُخرى فَفَرَشْتُ له
فَرْوَةً وقيل أَراد بالفَرْوة اللِّباس المعروف وفَرَى الشيءَ يَفْرِيه فَرْياً
وفَرَّاه كلاهما شقَّه وأَفسده وأَفراه أَصلحه وقيل أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع
عنه ما لحقه من آفة الفَرْي وخَلَلِه وتَفَرَّى جِلدُه وانْفَرَى انشقَّ وأَفْرَى
أَوداجه بالسيف شقها وكل ما شقَّه فقد أَفْراه وفَرَّاه قال عَدِي بن زيد العبادي
فصافَ يُفَرِّي جِلْدَه عن سَراتِه يَبُذُّ الجِياد فارِهاً مُتتايِعا أَي صافَ
هذا الفَرسُ يكاد يشُق جلده عما تحته من السِّمَن وفي حديث ابن عباس رضي الله
عنهما حين سئل عن الذَّبِيحة بالعُود فقال كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ غير
مُثَرِّدٍ أَي شقَّقها وقطعها فأَخرج ما فيها من الدم يقال أَفْرَيت الثوبَ
وأَفْريت الحُلَّة إِذا شقَقْتَها وأَخرجت ما فيها فإِذا قلت فَرَيت بغير أَلف
فإِن معناه أَن تُقَدِّر الشيء وتُعالجه وتُصلحه مثل النَّعْل تَحْذُوها أَو
النِّطَع أَو القِرْبة ونحو ذلك يقال فَرَيْت أَفْرِي فَرْياً وكذلك فَرَيْت
الأَرض إِذا سرتها وقطعتها قال وأَما أَفْريْت إِفْراء فهو من التشقيق على وجه
الفساد الأَصمعي أَفْرَى الجلد إِذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْراء
وفَرَى الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إِذا خَرَزَها
وأَصلحها والمَفْرِيَّةُ المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة وتَفَرَّى عن فلان ثوبه
إِذا تشقَّق وقال الليث تَفَرَّى خَرْز المزادة إِذا تشقق قال ابن سيده وحكى ابن
الأَعرابي وحده فَرى أَوْداجَه وأَفْراها قطعها قال والمتقنون من أَهل اللغة
يقولون فَرَى للإِفساد وأَفْرَى للإِصلاح ومعناهما الشق وقيل أَفراه شقَّه وأَفسده
وقطعه فإِذا أَردت أَنه قدّره وقطعه للإِصلاح قلت فَراه فَرْياً الجوهري وأَفْرَيت
الأَوْداج قطعتها وأَنشد ابن بري لراجز إِذا انْتَحَى بِنابِه الهَذْهاذِ فَرَى
عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي الجوهري فَرَيْت الشيء أَفْرِيه فرياً قطعته لأُصلحه
وفريت المَزادة خَلَقْتها وصنعتها وقال شَلَّتْ يَدا فارِيةٍ فَرَتْها
( * قوله « شلت يدا إلخ » بين الصاغاني خللُ هذا الانشاد في مادة صغر فقال
وبعد الشطر الاول
وعميت عين التي أرتها ... أساءت الخرز وأنجلتها
أعارت الاشفى وقدرتها ... مسك شبوب إلخ
وأبدل الساقي بالنازع )
مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها قوله فَرَتْها
أَي عَمِلَتها وحكى الجوهري عن الكسائي أَفْرَيْت الأَديم قطعته على جهة الإِفساد
وفَرَيْته قطعته على جهة الإِصلاح غيره أَفْرَيت الشيء شققته فانْفَرى وتَفَرَّى
أَي انشق يقال تَفَرَّى الليل عن صبحه وقد أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ وأَفْرَى
الجُرحَ يُفْرِيه إِذا بَطَّه وجِلْد فَرِيٌّ مَشْقُوق وكذلك الفَرِيَّة وقيل
الفَريَّة من القِرَب الواسعة ودلْو فَرِيٌّ كبيرة واسعة كأَنها شقت وقول زهير
ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لا يَفْرِي معناه
تُنَفِّذُ ما تَعْزِم عليه وتُقَدِّرُه وهو مثل ويقال للشجاع ما يَفْرِي فَرِيَّه
أَحد بالتشديد قال ابن سيده هذه رواية أَبي عبيد وقال غيره لا يَفْرِي فَرْيَه
بالتخفيف ومن شَدَّد فهو غلط التهذيب ويقال للرجل إِذا كان حادّاً في الأَمر
قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا
( * قوله « تركته يفري الفرا » كذا ضبط في الأصل والتكملة وعزاه فيها للفراء وعليه
ففيها لغتان ) ويَقُدُّ والعرب تقول تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عَمِلَ العَمل
أَو السَّقْي فأَجاد وقال النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه ورآه في
منامه ينزع عن قَلِيب بغَرْب فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه قال أَبو
عبيد هو كقولك يعمَل عمَله ويقول قوله ويقطَع قطعه قال وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن
صَعْب يُخاطب العامِرِيَّةَ قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا مُسَوِّساً
مُدَوِّداً حَجْرِيَّا قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا أَي كنت تُكْثِرِين فيه
القَول وتُعَظِّمِينه يقال فلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعَجَب في عمله
وروي يَفْرِي فَرْيَه بسكون الراء والتخفيف وحكي عن الخليل أَنه أَنكر التثقيل
وغلَّط قائله وأَصل الفَرْي القَطْع وتقول العرب تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا عمل
العمل فأَجاده وفي حديث حسان لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم
بالهجاء كما يُقَطَّع الأَدِيم وقد يكنى به عن المبالغة في القتل ومنه حديث غَزوة
مُوتة فجعل الرومي يَفْرِي بالمسلمين أَي يبالغ في النِّكاية والقتل وحديث وحشي
فرأَيت حمزة يَفرِي الناس فَرْياً يعني يوم أُحد وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون
تَبَجَّسَتْ قال زهير غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ وأَفْرَى الرجلَ لامه
والفِرْيةُ الكذب فَرَى كذباً فَرْياً وافْتَراه اختلقه ورج فَرِيٌّ ومِفْرًى
وإِنه لقَبِيح الفِرْية عن اللحياني الليث يقال فَرَى فلان الكذب يَفْريه إِذا
اختلقه والفِرْية من الكذب وقال غيره افْتَرَى الكذب يَفْترِيه اختلقه وفي التنزيل
العزيز أَم يقولون افْتَراه أَي اختلقه وفَرَى فلان كذا إِذا خلَقَه وافتراه
اختلقه والاسم الفِرْيَة وفي الحديث مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ
عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيا الفِرَى جمع فِرْية وهي الكذبة وأَفْرَى أَفعل منه
للتفضيل أَي أَكْذَب الكذبات أَن يقول رأَين في النوم كذا وكذا ولم يكن رأَى شيئاً
لأَنه كَذِبٌ على الله تعالى فإِنه هو الذي يُرْسِل ملَك الرؤيا ليريه المنام وفي
حديث عائشة رضي الله عنها فقد أَعظم الفِرْيةَ على الله أَي الكَذِب وفي حديث
بَيْعة النساء ولا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه هو افتعال من الكذب أَبو زيد
فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وهو تَلأْلُؤه ودوامه في السماء والفَرِيُّ الأمر
العظيم وفي التنزيل العزيز في قصة مريم لقد جِئتِ شيئاً فَرِيّاً قال الفراء
الفَرِيُّ الأَمر العظيم أَي جئت شيئاً عظيماً وقيل جئت شيئاً فَرِيّاً أَي مصنوعاً
مخْتلَقاً وفلان يَفْرِي الفَرِيَّ إِذا كان يأْتي بالعجب في عمله وفَرِيتُ
دَهِشْتُ وحِرْتُ قال الأَعلم الهذلي وفَرِيتُ مِنْ جَزَعٍ فلا أَرْمِي ولا
وَدّعْتُ صاحِبْ أَبو عبيد فَرِيَ الرجل بالكسر يَفْرَى فَرًى مقصور إذا بُهِتَ
ودَهِشَ وتَحَيَّر قال الأصمعي فَرِيَ يَفْرى إذا نظر فلم يدر ما يَصْنَع
والفَرْية الجَلَبة وفَرْوة وفَرْوان اسْمان