وبقي على المصنف مما يستدرك عليه
لفظة السُّكُرُّجَة . وهو في حديث أَنس " لا آكُلُ في سُكُرُّجَةٍ " . قال عياض في " المشارِق " وتابعه ابن قُرْقُول في " المطالع " : هي بضمّ السين والكاف والرّاءِ مشدّدة وفتح الجيم ؛ كذا قيدنا . وقال ابنُ مَكِّيّ : صوابه بفتح الراءِ : قِصَاعٌ يُؤكَل فيها صِغارٌ وليست بعربيّة وهي كُبْرَى وصُغْرَى : الكُبْرَى تَحْمِلُ سِتَّ أَوَاقٍ والصُغْرَى ثَلاَثَ أَواقٍ وقيل : أَرْبَعَ مَثَاقيلَ وقيل : ما بينَ ثُلْثَىْ أُوقِيّة . ومعنى ذلك أَنّ العربَ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا في الكَوَامِخِ وأَشباهَها من الجَوَارِشِ على المَوائد حَوْلَ الأَطعمةِ للتَّشهِّي والهَضْمِ . فأَخبر أَنّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم لم يأْكل على هذه الصِّفةِ قطُّ . وقال الداووديّ : هي القَصْعةُ الصغيرةُ المَدْهُونةُ . ومثلُه كلامُ ابنِ منظورٍ وابنِ الأَثير وغيرهم وهو يَرْجِع إِلى ما ذَكَرنا . فكان ينبغي الإِشارة إِليه
" الكَرَجُ محرَّكَة : بَلَد " الأَميرِ المشهورِ بالجُود والشَّجاعة " أَبي دُلَف " بن عيسى بنِ إِدريسَ بن مَعْقِلِ بنِ شَيْخِ بن عُمَيرٍ " العِجْلِيّ " بكسر العين منسوب إِلى عِجْلِ بنِ لُجَيمٍ : قبيلةٍ وهو أَبو دُلَف الذي قِيل فيه :
إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبو دُلَفٍ ... بين بَادِيهِ ومُحْتَضَرِهْ
فإِذا وَلَّى أَبو دُلَفٍ ... وَلَّتِ الدُّنْيَا على أَثَرِه وتوفي سنة 225 ، وبين الكَرَجِ ونَهَاوَنْدَ مَرّحلتانِ . ونُسب إِليها أَبو الحُسين محمّدٌ الأَصَمُّ وأَبو العبّاس القاضي المُقيم بمكَّةَ ؛ ذكرهم عبد الغنيّ . وقال ابن الأَثير : هي مَدينة بالجَبَل بين أَصبهانَ وهَمَذَانَ ابتدأَ بعِمارتها عيسى ابنُ إِدريسَ وأَتَمَّها ابنُه أَبو دُلَف . " و : ة بالدِّينَوَرِ " . وفي التهذيب : اسم كُورةٍ معروفة . والكَرَجُ أَيضاً : موضع . والكُرَّجُ " كقُبَّرٍ : المُهْرُ " الّذي يُلْعَبَ به " مُعرَّبُ كُرَّهْ " . وقال اللّيث : يُتَّخذ مِثْلَ المُهْرِ يُلْعَب عليه وهو دَخيل لا أَصلَ له في العربيّة . قال جرير :
لَبسْتُ سِلاَحي والفَرَزْدَقُ لُعْبَةُ ... عليها وِشَاحاَ كُرَّجٍ وجَلاجِلُهْ وقال :
أَمْسَى الفَرزْدقُ في جَلاجلِ كُرَّجٍ ... بعْدَ الأُخَيْطلِ ضَرَّةً لجَريرِ والكُرَّجِيّ : المُخنَّث " . " والكَرارِجَة : سَمَكٌ خُضْرٌ قِصارٌ كالكُرَيْرِجِ كقُذَعْمِلٍ " . والكُرْجُ بالضّمّ : جِيلٌ من النَّصارَى . ومنهم من جَعلَها ناحيةً من الرُّوم بثُغورِ أَذْرَبيجانَ . " وكَرِجَ الخُبْزُ كفَرِحَ وأَكْرَجَ وكَرَّجَ بالتشديد " وتَكرَّجَ " أَي " فَسَدَ وعَلَتْه خُضْرةٌ " . وعن ابن الأَعرابيّ : كَرِجَ الشيءُ إِذا فَسَدَ . والكارِجُ : الخُبْزُ المُكرَّجُ . وتَكَرَّجَ الطَّعامُ : إِذا أَصابه الكَرَجُ
" رَجَحَ المِيزانُ يَرْجَحُ " ويَرْجُحُ ويَرْجِحُ " مُثَلَّثةً " واقتصر الجَوهريّ على الفتح والكسر " رُجَوحاً " بالضّمّ " ورُجْحَاناً " كحُسْبانٍ : " مالَ " . ورَجَح الشيْءُ يَرْجحُ مثلَّثةً رُجُوحاً ورُجْحَاناً ورَجَحاناً الأَخيرة مُحرَّكةً . ويقال : زِنْ وأَرْجِح . وأَعْطِ راجِحاً . وأَرْجَحَ له ورَجَّحَ : أَعْطاه راجِحاً . وأَرْجَحَ المِيزَانَ : أَثْقَلَه حتّى مالَ . ورَجَحَ في مَجْلِسه يَرْجُح : ثَقُلَ فلم يَخِفّ وهو مَثَلٌ . من المجاز : " امرأَةٌ راجِحٌ ورَجَاحٌ " كسَحابٍ : " عَجْزاءُ " أَي ثَقيلةُ العَجِيزةِ " ج رُجُحٌ " بضمَّتين مثل قَذالِ وقُذُل . قال :
إِلى رُجَّحِ الأَكْفالِ هِيفٍ خُصورُها ... عِذابِ الثَّنايَا رِيقُهنَّ طَهُورُ وقال رؤبة :
" ومنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثَائثُ من المجاز : " تَرَجَّحتْ به " أَي بالغُلامِ " الأُرْجُوحةُ " بالضّمّ وسيأْتي بيانُها أَي " مالَتْ فارْتَجَحَ " أَي اهتَزّ . يقال : نَاوَأْنا قَوْماً فرَجَحْنَاهُم أَي كُنّا أَرْزَنَ منهم وأَحْلَم . و " راجَحْتُه فَرَجَحْتُه " أَي " كنتُ أَرْزَنَ منه " . " وتَرَجَّحَ " بين شَيْئينِ : " تَذَبْذَبَ " عامٌّ في كلِّ ما يُشْبهه . " والمَرْجُوحَةُ " بالميمِ المفتوحةِ : هي " الأُرْجُوحَةُ " بضمِّ الهمزةِ . وقد أَنكرَ صاحبُ البارعِ المَرْجُوحَةَ وهي الّتي يُلْعَب بها وهي خَشَبَة تُؤْخَذ فيُوضَعُ وَسَطُها على تَلٍّ عالٍ ثمّ يَجْلِس غلامٌ على أَحدِ طَرَفَيْهَا وغُلامٌ آخرُ على الطَّرَفِ الآخَرِ فتَرَجَّحُ الخَشَبَةُ بهما ويَتَحَرَّكان فَيميلُ أَحدُهما بصاحِبِهِ الآخَرِ . هكذا في العين ومختصرِه وجامع القَزّاز والمِصْباح وهو الذي قاله ثَعْلَب عن ابن الأَعرابيّ . الرُّجَّاحَة " كرُمّانَة : حَبْلٌ يُعَلَّق ويَرْكَبُه الصِّبيانُ " فيُرْتَجَح فيه . ويقال له : النُّوَّاعَة والنُّوَّاطةُ والطُّوّاحَةُ " كالرُّجَاحَةِ " بالتخفيف ؛ قاله ابن دُرُسْتَوَيْه . وظنّ شيخُنا أَنّها الأُرجوحة فجَعَلَهما لُغَتَيْن أُخْرَيَيْنِ فيها واعترَضَ على المصنِّف بمخالَفته للجَماعةِ في تفسير الأُرجوحةِ وأَنّها بمعنَى الحَبْل لم يَقُلْ به إِلا ابنُ دُرُسْتَوَيه ولم يُفَرِّقْ بين الأُرجوحةِ والحَبْل . وما فَسَّرناه هو الظاهرُ عند التَّأَمُّل . من المَجَاز : قال اللّيث : " الأَرَاجِيحُ الفَلَوَاتُ " كأَنها تَتَرجَّحُ بمنْ سارَ فيها أَي تُطوِّحُ به يَميناً وشِمالاً . قال ذو الرُّمَّة :
بِلالِ أَبي عَمرو وقَدْ كان بَيْنَنَا ... أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ القِلاَصَ النَّواجِيَا أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ بِرُكْبانِها . من المَجاز : الأَرَاجِيحُ : " اهْتِزازُ الإِبلِ في رَتَكَانِها " محرَّكَةً . " والفِعْلُ الارْتجاحُ والتَّرَجُّح " قال أَبو الحسن : ولا أَعرف وجْهَ هذا يُعَلَّق ويَرْكَبُه الصِّبيانُ " فيُرْتَجَح فيه . ويقال له : النُّوَّاعَة والنُّوَّاطةُ والطُّوّاحَةُ " كالرُّجَاحَةِ " بالتخفيف ؛ قاله ابن دُرُستَوَيْه . وظنّ شيخُنا أَنّها الأُرجوحة فجَعَلَهما لُغَتَيْن أُخْرَيَيْنِ فيها واعترَض على المصنِّف بمخالَفته للجَماعةِ في تفسير الأُرجوحةِ وأَنّها بمعنَى الحَبْل لم يَقُلْ به إِلا ابنُ دُرُستَوَيه ولم يُفرِّقْ بين الأُرجوحة والحَبْل . وما فَسَّرناه هو الظاهرُ عند التَّأَمُّل . من المَجَاز : قال اللّيث : " الأَرَاجِيحُ الفَلَوَاتُ " كأَنها تَتَرجَّحُ بمنْ سارَ فيها أَي تُطوِّحُ به يَميناً وشِمالاً . قال ذو الرُّمَّة :
بِلالٍ أَبي عَمرو وقَدْ كان بَيْنَنَا ... أَرَاجِيحُ يَحْسِرْنَ القِلاَصَ النَّواجِيَاأَي فَيافٍ تَرَجَّحُ بِرُكْبانِها . من المجاز : الأَرَاجِيحُ : " اهتِزازُ الإِبلِ في رُتَكَانِها " محرَّكَةً . " والفِعْلُ الارْتجاحُ والتَّرَجُّح " قال أَبو الحسن : ولا أَعرف وجْهَ هذا لأَنّ الاهتزازَ واحدٌ والأَراجِيحُ جَمْعٌ والواحدُ لا يُخْبَر به عن الجمْع وقد ارْتَجحتْ وتَرَجَّحتْ . وفي الأَساس وأَراجِيحُ الإِبلِ : هِزَّاتُها هكذا في النُّسخ . " وإِبلُ مَراجِيحُ : ذاتُ أَراجِيحَ " يقال : ناقةٌ مِرْجاحٌ وبَعيرٌ مِرْجاحٌ . من المَجاز : المَرَاجِيحُ " مِنّا : الحُلَماءُ " وهم يَصِفُون الحِلْمَ بالثِّقَل كما يَصفون ضِدَّه بالخِفَّة والعَجَلِ . وقوْمٌ رُجَّحٌ ورُجُحٌ مراجِيح ومَرَاجِحُ : حُلَمَاءُ . قال الأَعشى :
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْر مِيلٍ ... وكُهولاً مراجِحاً أَحْلاما واحدُهم مِرْجَحٌ ومِرْجاحٌ . وقيل : لا وَاحدَ للمَراجِحِ ولا المَراجِيحِ من لَفْظها . والحِلْمُ الرَّاجِحُ : الَّذي يَزْنُ بصاحبه فلا يُخِفُّه شَيْءٌ . من المَجَازِ : المَرَاجِيحُ " من النَّخْلِ : المواقِيرُ " . قال الطِّرِمَّاح :
نَخْلُ القُرَى شَالَتْ مَراجِيحُه ... بالوِقْرِ فانْزَالتْ بأَكْمامِها انْزالَتْ : أَي تَدَلَّتْ أَكْمَامُها حين ثَقُلَ ثِمَارُهَا من المَجَاز : " جِفَانٌ رُجُحٌ ككُتُبٍ " إِذا كانتْ " مَمْلوءَة ثَرِيداً ولحْماً " هكذا في النُّسخ والصّواب " زُبْداً ولَحْماً " كما في التَّهْذيب . قال لَبيد :
وإِذَا شَتَوْا عادَتْ عَلَى جِيرَانِهمْ ... رُجُحٌ يُوَفِّها مَرابِعُ كُومُ أَي قِصَاعٌ يَمْلَؤُها نُوقٌ مَرابِعُ . من المجاز : " كَتَائِبُ رُجُحٌ " ككُتُبٍ : " جَرّارَةٌ ثَقِيلَة " . قال الشاعر :
بكتائبٍ رُجُحٍ تَعوَّدَ كَبْشُها ... نَطْحَ الكِبَاشِ كأَنهنّ نُجومُ " وارْتَجَحَتْ رَوَادِفُها : تَذَبْذَبَتْ " . قال الأَزهريّ : ويقال للجارِيَة إِذا ثَقُلَتْ رَوادِفُها فتَذَبذَبتْ : هي تَرْتَجِحُ عليها . مَرْجَحٌ " كمَسْكَنٍ اسمُ " جَماعةٍ " كرَاجِح " . ومما يستدرك عليه : رجَحَ الشَّيءَ بيده : وَزَنه ونَظَرَ ما ثِقْلُه . والرَّجَاحَة : الحِلْمُ وهو مَجاز . والرَّاجِح : الوَازِن . ومن المجاز : رجَّحَ أَحَدَ قَوْلَيْه على الآخَرِ . وتَرَجَّحَ في القَوْل : تَمَيَّلَ به . وهذه رَحىً مُرْجَحِنَّة : للسَّحَابَةِ المُسْتَدِيرَةِ الثّقيلةِ ؛ كذا في الأَساس