قَطَعَه كَمَنَعه قَطْعاً ومَقْطَعاً كمَقْعدٍ وتِقِطّاعاً بكَسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الطّاء وكذلِكَ التِّنِّبالُ والتِّنِقّامُ والتِّمِلاّقُ هذِه المَصَادِرُ كُلُّهَا جاءَتْ على تِفِعّالٍ كَمَا في العُبابِ . وفاتَه قَطِيعَةً وقُطُوعاً بالضَّمِّ ومن الأخِيرِ قَوْلُ الشّاعِرِ :
فما بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَبانَ سُقاتُهَا ... قُطُوعاً لِمَحْبُوكٍ منَ اللِّيفِ حادِرِ أبَانَهُ : من بَعْضِه فَصْلاً وقالَ الرّاغِبُ : القَطْعُ قد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصَر كقَطْعِ اللَّحْمِ ونحوه وقد يكونُ مُدْرَكاً بالبَصِيرَةِ كقَطْعِ السَّبِيلِ وذلك على وَجْهَيْنِ : أحَدُهُمَا يُرَادُ به السَّيْرُ والسُّلُوكُ والثّاني يُرَاد بهِ الغَصْبُ من المارَّةِ والسَّالِكِينَ كقَوْلِهِ تَعالَى : إنَّكُمْ لتَأتُونَ الرِّجالَ وتَقْطَعُونَ السَّبيلَ وإنَّما سُمِّيَ ذلك قَطْعَ الطّرِيقِ لأنَّه يُؤَدِّي إلى انْقِطَاعِ النّاسِ عن الطَّرِيقِ وسيأْتي
ومِنَ المَجَازِ : قَطَعَ النَّهْرَ قَطْعَاً وقُطُوعاً بالضمِّ : عَبَرَهُ كما في الصّحاحِ واقْتَصَرَ على الأخِيرِ من المَصَادِرِ أو شَقَّهُ وجازَهُ والفَرْقُ بين العُبُورِ والشَّقِّ : أنَّ الأوّلَ يكُونُ بالسَّفِينَةِ ونَحْوِهَا وأمّا الثّانِي فبالسَّبْحِ فيه والعَّوْمِ
وقَطَعَ فُلاناً بالقَطِيعِ كأمِيرٍ السَّوْطِ أو القَضيبِ كَمَا سَيَأْتِي : ضَرَبَهُ به حَكاهُ الفَارِسِيُّ قالَ : كما يُقَالُ سُطْتُه بالسَّوْطِ
ومن المجازِ : قَطَعَ خَصْمَهُ بالحُجَّةِ وفي الأساسِ : في المُحاجَّةِ : غلَبَه وبَكَّتَه فَلَمْ يُجِبْ كأقْطَعَه ويُقَالُ : أقْطَعَ الرَّجُلُ أيْضاً إذا بَكَّتُوه كما سَيَأتِي
ومِنَ المَجَازِ : قَطَعَ لِسَانَهُ قَطْعاً : أسْكَتَه بإحْسانِه إليْهِ ومنه الحَدِيثُ : اقْطَعُوا عَنِّي لِسَانَه قالَهُ للسّائِلِ . أي : أرْضُوهُ حتَّى يَسْكُتَ
وقالَ أيضاً لبِلالٍ : اقْطَعْ لِسَانَه أي العَبّاسِ بن مِرْداسٍ فكَسَاهُ حُلَّتَه وقِيلَ : أعْطَاهُ أرْبَعِينَ دِرْهَماً وأمَرَ علِيَّاً رضي الله عنه في الكَذّابِ الحِرْمَازِيِّ بِمِثْلِ ذلكَ وقالَ الخَطّابِيُّ : يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ هذا مِمّنْ لَهُ حَقٌّ في بَيْتِ المالِ كابْنِ السَّبِيلِ . وغَيْره فتَعَرَّضَ لَهُ بالشِّعْرِ فأعْطَاهُ بحَقِّهِ أو لحاجَتِه لا لشِعْرِه
ومِنَ المَجَازِ : قَطَعَ ماءُ الرَّكِيَّةِ قُطُوعاً بالضَّمِّ وقِطَاعاً بالفَتحِ والكَسْرِ : ذَهَبَ وقَلَّ كانْقَطَعَ وأَقْطَعَ الأخِيرُ عن ابنِ الأعْرَابِيّ
ومِنَ المَجَازِ : قَطَعَت الطَّيْرُ قُطُوعاً بالضَّمِّ وقَطِاعاً بالفَتْحِ ويُكْسَرُ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الفَتْحِ : خَرَجَتْ مِنْ بلادِ البَرْدِ إلى بِلادِ الحَرِّ فهِيَ قَوَاطِعُ : ذَوَاهِبُ أوْ رَوَاجِعُ كما في الصّحاحِ قالَ ابنُ السّكِّيتِ : كان ذلكَ عِنْدَ قِطَاعِ الطَّيْرِ وقِطَاعِ الماءِ وبَعْضُهُم يَقُول : قُطُوع الطَّيْرِ وقُطُوع الماءِ وقَطَاعُ الطَّيْرِ : أنْ يَجِئَ مِنْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ وقَطَاعُ الماءِ أنْ يَنْقَطِعَ وقالَ أبو زَيْدٍ : قَطَعتِ الغِرْبَانُ إليْنَا في الشِّتَاءِ قُطُوعاً ورَجَعَتْ في الصَّيْفِ رُجُوعاً . والطَّيرُ التي تُقِيمُ ببلَدٍ شِتَاءَهَا وصَيْفَهَا هي : الأوابِدُ
ومِنَ المَجازِ : قَطَعَ رَحِمَهُ يَقْطَعُهَا قَطْعاً بالفَتْحِ وقَطِيعةً كسَفِينَةٍ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأخِيرِ فهُوَ رَجُلٌ قُطَعٌ كصُرَدٍ وهُمَزَةٍ : هَجَرَهَا وعَقَّها ولَمْ يَصِلْهَا ومِنْهُ الحَدِيثُ : مَنْ زَوَّجَ كَرِيمةً مِنْ فاسِقٍ فقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا وذلكَ أنَّ الفاسِقَ يُطَلِّقُها ثُمّ لا يُبَالي أنْ يُضاجِعَها فيَكُونُ وَلَدُه مِنْها لِغَيْرِ رِشْدَةٍ فذلِكَ قَطْعُ الرَّحِمِ و في حَدِيثِ صِلَةِ الرَّحِمِ : هذا مَقَامُ العائِذِ بكَ من القَطِيعَةِ فَعِيلَةُ مِنَ القَطْعِ وهوَ الصَّدُّ والهِجْرَانُ ويُرِيدُ به تَرْكَ البِرِّ والإحْسَانِ إلى الأقَارِبِ والأهْلِ وهي ضِدُّ صِلَةِ الرَّحَمِ وفي حَديثٍ آخَرَ : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ من الله مُعَلَّقةٌ بالعَرْشِ تَتمُولُ اللهُمَّ صِلْ منْ وَصَلَنِي واقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي
وبيْنَهُمَا رَحِمٌ قَطْعاءُ : إذا لمْ تُوصَلْ نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ
ومن المجَازِ : قَطَعَ فُلانٌ بالحَبْلِ إذا اخْتَنَقَ بهِ و في بَعْضِ النُّسَخِ : وقَطَعَ فُلانٌ الحَبْلَ : اختَنَقَ وهُوَ نَصُّ العَيْنِ بعَيْنِه قالَ ومِنْهُ قولُه تعالَى : فلْيَمْدُدْ بسَببٍ إلى السَّمَاء ثمَّ لِيَقْطَعْ أيْ لِيَخْتَنِقْ لأنَّ المُخْتَنِقَ يَمُدُّ السَّبَبَ إلى السَّقْفِ ثُمَّ يَقْطَعُ نَفْسَهُ من الأرْضِ حتّى يَخْتَنِقَ وقالَ الأزْهَريُّ : وهذا يَحْتَاجُ إلى شَرْح يَزِيدُ في إيضاحِهِ و المعْنَى واللهُ أعْلَمُ : مَنْ ظَنَّ أنَّ اللهَ تَعالَى لا يَنْصُرُ نَبِيَّه فلْيَشُدَّ حَبْلاً في سَقْفِهِ وهُوَ السَّماءُ ثُمَّ لِيَمُدَّ الحَبْلَ مشْدُوداً في عُنُقِه مَدّاً شَدِيداً يُوَتِّرُهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ فيَموُتَ مُخْتَنِقاً وقالَ الفَرّاءُ : أرادَ لِيَجْعَلْ في سماءِ بَيْتِهِ حَبْلاً ثُمَّ ليَخْتَنِقْ بهِ فذلكَ قولُه ثُمَّ لِيَقْطَعْ اخْتِنَاقاً و في قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ : ثُمّ لِيَقْطَعْهُ يَعْني السَّبَبَ وهُوَ الحَبْلُ وقِيلَ : مَعْناه : لِيَمُدَّ الحَبْلَ المَشْدُودَ في عُنُقِهِ حتّى يَنْقَطِعَ نَفَسُهُ فيَمُوتَ
ومِنَ المجازِ : قَطَعَ الحَوْضَ قَطْعَاً : مَلأَهُ إلى نِصْفِهِ ثُمَّ قَطَعَ عنهُ الماءَ ومِنْهُ قَولُ ابنِ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الإبِلَ :
" قَطَعْنا لَهُنَّ الحَوْضَ فابْتَلَّ شَطْرُهُ . بشُربٍ غِشاشٍ وهوَ ظَمْآنُ سائِرُهُ أي باقِيه
ومن المجَازِ : قَطَعَ عُنُقَ دابَّتِه أي باعَها . قالَه أبو سَعِيدٍ وأنْشَدَ لأعْرابِيٍّ تَزَوَّجَ امْرَأةً وساقَ إليْها مَهْرَها إبِلاً :
" أقُولُ والعَيْساءُ تَمْشِي والفُصُلْ
" في جِلَّةٍ مِنْهَا عَرَامِيسٌ عُطُلْ
" قَطَّعَتِ الأحْرَاحُ أعْنَاقَ الإبِلْ وفي العُبَابِ : قَطَعْتُ بالأحْراحِ يقُولُ : اشْتَريْتُ الأحْرَاحَ بإبِلِيوقالَ ابنُ عَبّادٍ قَطَعَنِي الثَّوْبُ كفَانِي لِتَقْطِيعي قالَ الأزْهَرِيُّ : كقَطَّعَنِي وأقْطَعَنِي واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأخِيرِ يُقَال : هذا ثَوبٌ يَقْطَعُكَ ويُقْطِعُكَ ويُقَطَّعُ لَكَ تَقْطِيعاً : يَصْلُحُ لَكَ قَمِيصاً ونَحْوَه وقالَ الأصْمَعِيُّ : لا أعْرِفُ هذا كُلُّه منْ كَلامِ المُوَلَّدِينَ وقالَ أبو حاتِمٍ : وقد حَكَاه أبو عُبَيْدَةَ عن العَرَبِ
ومن المَجازِ : قَطِعَ الرَّجُلُ كَفَرِحَ وكَرُمَ قَطَاعَةً : بُكِّتَ ولَمْ يَقْدِرْ على الكَلامِ فهو قَطِيعُ القَوْلِ
وقَطُعَتْ لِسَانُه : ذَهَبَتْ سَلاطَتُه ومنه امْرَأةٌ قَطِيعُ الكَلامِ : إذا لم تَكُن سَلِيطَةً وهوَ مَجازٌ
وقَطِعَت اليَدُ كفَرِحَ قَطَعاً مُحَرَّكَةً وقَطْعَةً بالفتحِ وقُطْعاً بالضمِّ : إذا انْقَطَعَتْ بِدَاءٍ عَرَضَ لها أيْ من قِبَلِ نَفْسِه حكاهُ اللَّيْثُ
ومن المَجازِ : الأُقْطُوعَةُ بالضَّمِّ شَيءٌ تَبْعَثُه الجَارِيةُ إلى أُخْرَى عَلامَةَ أنّهَا صارَمَتْهَا و في بعضِ النُّسَخ صَرَمَتْها وفي الصِّحاحِ : عَلامَةٌ تَبْعَثُهَا المَرْأَةُ إلى أُخْرَى لِلصَّرِيمَةِ والهِجْرَانِ وفي التَّهْذِيبِ : تَبْعَثُ بهِ الجارِيَةُ إلى صاحِبِها وأنشَدَ :
وقَالَتْ لِجَارِيَتَيْهَا اذْهَبا ... إلَيْهِ بأُقْطُوعَةٍ إذْ هَجَرْ
وما إنْ هَجَرْتُكِ من جَفْوةٍ ... ولكِنْ أخافُ وشاةَ الحَضَرْ ومِنَ المجازِ : لَبَنٌ قاطِعٌ : أي حامِضُّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
ومن المَجَازِ : قُطِعَ بزَبْدٍ كعُنِيَ فهُوَ مَقْطُوعٌ به وكَذلِكَ انْقُطِعَ به فهُوَ مُنْقَطَعٌ به كمَا في الصِّحاحِ : إذا عَجَزَ عن سَفَرِه بأيِّ سَبَبٍ كانَ كنَفَقَةٍ ذَهَبَتْ أو قَامَتْ عَلَيْهِ راحِلَتُه وذَهَبَ زادُه ومالُه
أو قُطِعَ بهِ : انْقَطَعَ رجَاؤُه وحِيل بَيْنَه وبَيْنَ ما يُؤَمِّلهُ نَقَلَه الأزْهَرِيُّ
ومن المجازِ : المَقْطُوعُ : شِعْرٌ في آخرِهِ وَتِدٌ فأُسْقِطَ ساكِنُه وسُكِّنَ مُتَحَرِّكُه وهذا نَصُّ العُبابِ قالَ : وشاهِدُه :
قَدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْواءَ تَحمِلُنِي ... جَرْداءُ مَعْرُوقَةُ سُرْحُوبُ قاَلَ : وهُوَ مِنْ مَنْحُولاتِ شِعْرِ امْرِئِ القَيْسِ وفي اللّسانِ : المَقْطُوعُ من المَدِيد والكامِلِ والرَّجَزِ : الَّذِي حُذِفَ منه حَرْفَانِ نَحْو : فاعِلاتُنْ ذهَبَ مِنْه تُنْ فصارَ مَحْذُوفاً فبَقِيَ فاعِلُنْ ثُمَّ ذَهَبَ مِنْ فاعِلُنْ النُّونُ ثُمَّ اُسكِنَتِ اللامُ فنُقِلَ في التَّقْطِيعِ إلى فَعْلُن كقولِه في المَديدِ :
إنَّمَا الذَلْفَاءُ ياقُوتَةٌ ... أُخْرِجَتْ منْ كِيسِ دِهْقَانِ فقَوْلُه : قانِي فَعْلُنْ وكقَولهِ في الكامِلِ :
وإذا دَعَونَكَ عَمَّعُنَّ فإنَّهُ ... نَسَبٌ يَزِيدُكَ عِنْدَهُنَّ خَبالا فقَوْلُه : نَخْبالا : فَعِلاتُنْ وهو مَقْطُوعٌ وكَقَوْلِهِ في الرَّجَز :
القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ ... والقَلْبُ مِنِّي جاهِدٌ مجْهُودُ فقوله : مَجْهُودُو مَفْعُولُنْ
ومن المَجازِ : نَاقَةٌ قَطُوعٌ كصَبُورٍ : إذا كان يُسْرِعُ انْقِطَاعُ لَبَنِهَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ
ومن المجازِ : قُطّاعُ الطَّرِيقِِ كرُمّانٍ وإنَّمَا لم يَضْبِطْهُ لِشُهَرتِه : اللُّصُوصُ والّذينَ يُعَارِضُونَ أبْنَاءَ السَّبِيلِ فيَقْطَعُونَ بِهِمْ السَّبِيلَ كالقُطْعِ بالضَّمِّ هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ وهُوَ غَلَطٌ وصَوَابُه : القُطَّعُ كسُكَّرٍ
والقَطِعُ ككَتِفٍ : مَنْ يَنْقَطِعُ صَوْتُه نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وهُوَ مَجَازٌ
والمِقْطَاعُ كمِحْرَابٍ : مَنْ لا يَثْبُتُ على مُؤاخاة أخٍ قَالَهُ اللَّيْثُ وهو مَجازٌ
ومِنَ المَجازِ : بئِرٌ مِقْطَاعٌ : يَنْقَطِعُ ماؤُهَا سَرِيعاً نَقَلَه اللَّيْثُ أيْضاًومِنَ المجَازِ : القَطِيعُ كأمِير : الطّائِفةُ من الغَنَمِ والنَّعَمِ ونَحْوِ ذلكَ كَذا نَصُّ العَيْنِ وفي الصِّحاحِ : من البَقَرِ والغَنَمِ قالَ اللَّيْثُ : والغالِبُ عَلَيْه أنَّهُ من عَشْرٍ إلى أرْبَعِينَ وقِيلَ : ما بَيْنَ خَمْسَ عَشَرَةَ إلى خَمْسٍ وعِشْرِينَ والأوَّلُ نَقَلَهُ صاحِبُ التَّوْشيحِ أيْضاً ج : الأقْطَاعُ كَشِريفٍ وأشْرَافٍ وقَدْ قالُوا : القُطْعَانُ بالضَّمِّ كجَرِيبٍ وجُربانٍ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ والقِطَاعُ بالكَسْر نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَان وزادَ الأخِيرُ : وأقْطِعَةٌ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : الأقاطِيعُ على غَيْرِ قِيَاسٍ كأنَّهُم جَمَعُوا إقْطِيعاً . وفي اللسان : قالَ سِيبَويْهِ : وهُوَ مِمّا جُمِعَ على غَيْر بِنَاءِ واحِدِه ونَظِيرُه عِنْدَهُم : حَدِيثٌ وأحادِيثُ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للِنّابِغَةِ الذَّبْيَانِيِّ :
ظَلَّتْ أقاطِيعُ أنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ ... لَدَى صَليبٍ على الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ والقَطِيعُ : السَّوْطُ يُقْطَعُ مِن جِلْدِ سَيْرٍ ويُعْمَلُ منه وقِيلَ : هو مُشْتَقٌّ من القَطيعِ الذَّي هوَ المَقْطُوعُ منَ الشَّجَرِ وقالَ اللَّيْثُ هُوَ المُنْقَطِعُ طَرَفُهُ وعَمَّ أبو عُبَيْدَةَ بالقَيطعِ قال الأعْشَى يَصِفُ ناقَةً :
تَرَى عَيْنَهَا صَغْوَاءَ في جَنْبِ مُوقِها ... تُراقِبُ كَفِّي والقَطِيعَ المُحَرَّما قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : السَّوْطُ المُحَرَّمُ : الذي لم يُلَبَّنْ بَعْدُ وقال الأزهَرِيُّ : سُمِّيَ السَّوْطُ قَطِيعاً لأنَّهُم يأخُذُونَ القِدَّ المُحَرَّمَ فَيْقَطعُونَه أرْبَعَةَ سُيُورٍ ثم يَقْتلونَه ويَلْوونَه ويَتْرُكُونَه حَتَّى يَيْبَس فيَقُوم قِياماً كأنَّه عَصاً ثم سُمِّيَ قَطِيعاً لأنَّه يُقْطَعُ أرْبَعَ طَاقاتٍ ثُمّ يُلْوَى
والقَطِيعُ : النظِيرُ والمِثْلُ يُقالُ : فلانٌ قَطِيعُ فلانٍ أيْ شِبْهُه في قَدِّهِ وخَلْقِه ج : قُطَعاءُ هكذا في النُّسَخِ ومِثْلُه في العُبَابِ وفي اللِّسَانِ : أقْطِعاءُ كنَصيبٍ وأنْصِباءُ وفي العُبَابِ : القَطِيعُ : شِبْهُ النَّظير تَقولُ : هذا قَطيعٌ من الثِّيابِ للَّذِي قُطِعَ منه
والقَطيعُ : القَضِيبُ تُبْرَى مِنْه السِّهَامُ وفي العَيْنِ : الذَّي يُقْطَعُ لِبَرْيِ السِّهَامِ ج : قُطْعانٌ بالضمِّ وأقْطِعَةٌ وقِطَاعٌ بالكَسْرِ وأقْطُعٌ كأفْلُسٍ وأقَاطِعُ وقُطُعٌ بضَمَّتيْنِ الأخِيرَةُ إنَّمَا ذَكَرَها صاحِبُ اللِّسَان في القَطِيع بمَعْنَى ما تَقَطَّعَ من الشَّجَرِ كما سَيَأتِي واقْتَصَرَ اللَّيثُ على الأُولَى والرّابِعَةِ وما عَدَاهُمَا ذَكَرَهُنَّ الصّاغَانِيُّ وأنْشَدَ اللَّيْثُ لأبِي ذُؤَيبٍ :
ونَمِيمَةٌ من قانِصٍ مُتَلَبِّب ... في كَفِّهِ جَشْءٌ أجَشُّ وأقْطُعُ قالَ : أرادَ السِّهَامَ قالَ الأزْهَرِيُّ : وهذا غَلَطٌ
قلتُ : أيْ إنَّ الصّوابَ أنَّ الأقْطُعَ في قَوْلِ الهُذَلِيِّ جَمْعُ قِطْعٍ بالكَسْرِ وقد أنشَدَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً عند ذِكْرِهِ القِطْعَ وهكَذا هو في شَرْحِ الدِّيوانِ وشاهِدُ القِطَاعِ قَوْلُ أبي خِراشٍ :
مُنِيباً وقَدْ أمْسَى تَقَدَّمَ وِرْدَها ... أُقَيْدِرُ مَسْمُومُ القِطاعِ نَذِيلُ والقَطيعُ : ما تَقَطَّعَ مِنَ الأغْصَانِ جَمْعُه أقْطِعَةٌ وقُطُعٌ وقُطُعاتٌ بضَمَّتَيْنِ فيهما وأقاطِيعُ كأحَادِيثَ كالقِطْعِ بالكَسْرِ وجَمْعُه أقْطَاعٌ قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
عَفَتْ غَيْرَ نُؤْي الدّارِ ما إنْ تُبِينُه ... وأقْطَاعِ طُفْىٍ قد عَفَتْ في المَعَاقِلِ و من المَجَازِ : القَطِيعُ : الكَثِيرُ الاخْتِرَاق والرُّكُوبِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ
وقال اللَّيْثُ : قولُ العرَبِ : هو قَطِيعُ القِيَامِ أي : مُنْقَطِعٌ مَقْطُوعُ القِيَامِ إنَّمَا يَصِفُ ضَعْفاً أو سِمَناً وأنْشَد :
رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيا ... مِ أمْسَى فُؤادِي بِهَا فاتِنَا وهو مَجَازٌ
ومن المجازِ : امْرَأةٌ قَطِيعُ الكَلامِ : إذا كنت غَيْرَ سَلِيطَة . وقد قَطُعَتْ ككَرُمَومن المجازِ : هو قَطِيعُه : شَبِيهُهُ في خُلُقِه وقَدِّهِ والجَمْعُ قُطَعاءُ وقدْ تَقَدَّم
ومن المَجازِ : القَطِيعَةُ كَشَرِيفَةٍ : الهِجْرانُ والصَّدُّ كالقَطْعِ : ضِدّ الوَصْلِ ويُرادُ به تَرْكُ البِرِّ والإحْسَان إلى الأهْلِ والأقَاربِ كما تَقَدَّم
والقَطِيعَةُ : مَحالُّ ببَغْدادَ أي في أطْرافِها أقْطَعَها المَنْصُورُ العَبّاسِيُّ أُناساً منْ أعْيَانِ دَوْلَتِه وفي مُخْتَصَرِ نُزْهَةِ المُشْتَاقِ للشَّرِيفِ الإدْريسيِّ : أقْطَعَها خَدَمَه ومَوالِيَهُ ليَعْمُرُوهَا ويَسْكُنُوهَا وهيَ قَطِيعَةُ إسْحاقَ الأزْرَق قُرْبَ بابِ الكَرْخِ
وقَطِيعةُ أمِّ جَعْفرٍن وهي زُبَيْدَة بِنت جَعْفَرِ بنِ المَنْصورِ العَبّاسِيَّة عندَ بابِ التِّينِ ومِنْهَا : إسْحاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إسحاقَ المُحَدِّثُ وقَطِيعَةُ بَنِي جِدارٍ بالكَسْرِ : اسمُ بَطْنٍ من الخَزْرَجِ وقَدْ يُنْسَبُ إلى هذهِ القَطِيعَةِ : جِدَارِيُّ أيضاً
وقَطِيعَةُ الدَّقِيقِ ومِنْهَا أبو بكْرٍ أحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ المُحَدِّثُ
وقَطِيعَتا الرَّبِيعِ بنِ يُونُسَ الخَارِجَةُ والدّاخِلَةُ
وفي العُبَابِ : قَطِيعَةُ الرَّبيعِ وهي أشْهَرُها . قُلْتُ : فيحْتَمِلُ أنَّهضا الدَّاخِلَةُ والخَارِجَةُ ومِنْهَا إسْمَاعِيلُ بنُ إبْرَاهِيمَ بنِ يَعْمُرَ المُحَدِّثُ
وقَطِيعَةُ رَيْسَانَةَ قُرْبَ بابِ الشَّعِيرِ
وقَطِيعةُ زُهَيْرٍ قُرْبَ الحَرِيمِ
وقَطِيعَةُ العَجَمِ مُحَرَّكَةً وفي بَعْضِ النُّسَخِ بضَمِّ العَيْنِ : بينَ بابِ الحَلْبَةِ وباب الأزَجِ مِنْهَا أحْمَدُ بنُ عُمَرَ وابْنُه مُحَمَّدٌ : الحافِظَانِ
وقَطِيعَةُ العَكِّيِّ وفي بَعْضِ النُّسَخِ العَلِيِّ والأوَّلُ الصّوابُ وهِيَ بَيْنَ بابِ البَصْرَةِ وبابِ الكُوفَةِ
وقَطِيعَةُ عِيسَى بنِ عَلِيِّ بن عَبْدِ اللهِ بن عَبّاسٍ عَمِّ المَنْصُورِ ومِنْهَا إبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهَيْثَمِ وقَطِيعةُ أبي النَّجْمِ : بالجانِبِ الغَرْبِيِّ مُتَّصِلَةٌ بقَطِيعَةِ زُهَيْرٍ
وقَطِيعَةُ النَّصَارَى : مُتَّصِلَةٌ بنَهْرِ الطّابَقِ فجُمْلَةُ ما ذُكِرَ أرْبَعَةَ عَشَرَ مَحَلاًّ وقد ساقَهُنَّ ياقُوتُ هكذا في كِتابه المُشْتَرَكِ وَضْعاً
ومن المجَازِ : هذا مَقْطَعُ الرَّمْلِ كمَقْعَد ومُنْقَطَعُه : حَيْثُ يَنْقَطِعُ ولا رَمْلَ خَلْفَه وكَذلِكَ من الوَادِي والحَرَّةِ وما أشْبَهَها ج : مَقَاطِعُ
ومَقَاطِعُ الأوْدِيَةِ : مآخِيرُها حَيْثُ تَنْقَطِعُ وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : ومَقَاطِيعُ الأوْدِيَةِ
والمَقَاطِعُ من الأنْهَارِ : حَيْثُ يُعْبَرُ فيهِ مِنْهَا وهِيَ المَعَابِرُ
ومن المجَازِ : المقَاطِعُ من القُرآنِ : مَواضِعُ الوُقُوفِ ومَبَادِيه : موَاضِعُ الابْتِداءِ يُقَال : هو يَعْرِفُ مَقَاطِعَ القُرْآنِ أي : وُقُوفَهُ
والمَقْطَعُ كمَقْعَدٍ : مَوْضِعُ القَطْع كالقُطْعَةِ بالضَّمِّ وهو مَوْضِعُ القَطْعِ من يَدِ السّارِقِ ويُحَرَّكُ كالصُّلْعَةِ والصَّلَعَةِ : ومنه الحَدِيثُ : أنَّ سارِقاً سَرَق فقُطِعَ فكانَ يَسْرِقُ بقَطَعَتِه يُرْوَى بالوَجْهيْنِ
ومَقْطَعُ الحَقِّ : مَوْضِعُ الْتِقاءِ الحُكْمِ فيهِ وهو مَجَازٌ
ومَقْطَعُ الحَقِّ أيْضاً : ما يُقْطَعُ به البَاطِلُ ولو قالَ وأيْضَاً : ما يُقْطَعُ به الباطِلُ لكانَ أخْصَرَ وقِيلَ : هُوَ حَيْثُ يُفْصَلُ بَيْنَ الخُصُومِ بنَصِّ الحُكْمِ قال زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمَى :
فإنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ ... يَمِينٌ أو نِفَارٌ أو جَلاءُ والمِقْطَعُ كمِنْبَرٍ : ما يُقْطَعُ بهِ الشّيءُ كالسِّكِّينِ وغَيْرِه
والقِطْعُ بالكَسْرِ : نَصْلٌ صِغيرٌ كما في العُبَابِ وفي الصِّحاحِ واللِّسانِ : قَصِيرٌ عَرِيض السَّهْمِ وقالَ الأصْمَعِيُّ : القِطْعُ من النِّصّالِ : القَصِيرُ العَرِيضُ وكذلِكَ قالَ غيرُه سَواءٌ كان النَّصْلُ مُرَكّباً في السَّهْمِ أوْ لَمْ يَكُنْ مُركَّباً سُمِّيَ به لأنَّهُ مَقْطُوعٌ من الحَديدِ كذا في التَّهْذِيبِ ج : أقْطُعُ كأَفْلُس وأقْطَاعٌ وقِطَاعٌ بالكَسْرِ قالَ بَعضُ الأغْفَالِ يَصِفُ دِرْعاً :لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وتَهْزَأُ بالمعَابِلِ والقِطَاعِ وقد مَرَّ شاهِدُ أقْطُعٍ من قَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ وهكَذا أنْشَدَهُ الجَوْهَريُّ هُنَا والأزْهَرِيُّ وصَرَّح به شارِحُ الدِّيوانِ
ومن المجَازِ : القِطْعُ ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ ومنه قَوْلُهُ تَعَالى : فأسْرِ بأَهْلِكَ بقِطْعٍ من اللَّيلِ قالَ الأخْفَشُ : بسَوادٍ منَ اللَّيْلِ نَقَلَه الجَوهَرِيُّ وأنْشَدَ :
افْتَحِي البابَ فانْظُرِي في النُّجُومِ ... كَمْ عَلَيْنا مِنْ قِطْعِ لَيْلٍ بَهِيمِ أو القِطْعَةُ منه يُقال : مَضَى مِن اللَّيلِ قِطْعٌ أي : قِطْعَةٌ صالِحَةٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كالقِطَعِ كعِنَبٍ وبهِمَا قُرِئَ قولُه تعالى قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً وقَرَأ نُبَيْجٌ وأبو واقِد والجَرّاحُ في سُورَتَيْ هُود والحِجْرِ بقِطَعٍ بكَسْرٍ ففَتْحٍ قالَ ثعْلَبٌ : مَنْ قَرَأ قِطْعاً جَعَلَ المُظْلِمَ منْ نَعْتِهِ ومَنْ قَرَأ قِطَعاً جَعَل المُظْلِمَ قِطَعاً منَ اللَّيْلِ وهوَ الذِي يَقُولُ له البَصْرِيُّونَ : الحَالُ أو القِطَعُ : جَمْع قِطْعَة وهي الطّائِفَةُ من الشَّيءِ ومنه الحَدِيثُ : إنَّ بَيْنَ يدَيِ السَّاعَةِ فِتَناً كقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ أرادَ فِتْنَةً مُظْلِمَةً سَوْدَاءَ تَعْظِيماً لِشأنِها أو القِطْعُ : والقِطَعُ : طَائِفَةٌ من اللَّيْلِ تَكُونُ مِن أوَّلهِ إلى ثُلُثِهِ
وقيلَ للفَزاريِّ : ما القِطْعُ من اللّيْلِ ؟ فقالَ : حُزْمَةٌ تَهُورُهَا أي : قِطْعَةٌ تَحْزُرهَا ولا تَدْرِي كَمْ هِيَ
والقِطْعُ : الرَّدِيءُ من السِّهَامِ يُعْمَلُ منَ القِطْعِ أو القَطِيعِ اللَّذَيْنِ هُمَا المَقْطُوعُ من الشَّجَرِ وقِيلَ : هو السَّهْمُ العَرِيضُ والجَمْعُ : أقْطُعٌ وقُطُوعٌ
والقِطْعُ : البِسَاطُ أو النُّمْرُقَةُ ومنه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْرِ والجِنِّيِّ : فجَاءَ وَهُوَ على القِطْعِ فَنفَضَهُ وقالَ الأعشَى :
هِيَ الصّاحِبُ الأوْفَى وبَيْنِي وبَيْنَها ... مَجُوفٌ عِلافِئٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ أوْ هُوَ طِنْفِسَةٌ يَجْعَلُها الرّاكِبُ تَحْتَه وتُغَطَّى وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ : تُغَطِّي بغير واو كَتِفى البَعِيرِ ج : قُطُوعٌ وأقْطَاعٌ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للأعْشَى :
أتَتْكَ العِيسُ تَنْفُخُ فِي بُرَاها ... تَكَشَّفُ عن مَنَاكِبهَا القُطُوع قالَ ابنُ بَرِّيّ : الشِّعْرُ لعَبْدِ الرَّحْمن بن الحَكَمِ بنِ أبي العاصِ يَمْدَحُ مُعَاوِيَةَ ويُقَالُ : لِزياد الأعْجَم
قلتُ : ومالَ الصّاغَانِيُّ إلى الأوَّل وقد تَقَدَّمَتْ قِصَّتُه في صَنع فراجِعْه
وثَوْبٌ قِطْعٌ بالكَسْرِ وأقْطَاعٌ عن اللِّحْيَانِيِّ كأنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً أي : مَقْطُوعٌ وكَذلِكَ حَبْلٌ أقْطَاعٌ أي : مَقْطُوعٌ
و من المَجَازِ : القُطْعُ بالضَّمِّ : البُهْرُ يَأْخُذُ الفَرَسَ وغَيْرَهُ ويُقَالُ : أصابَهُ قُطْعٌ أو بُهْرٌ وهُوَ : النَّفَسُ العالِي مِنَ السَّمَنِ وغَيْرِه
وقالَ ابنُ الأثِيرِ : القُطْعُ انْقِطاعُ النَّفَسِ وضِيقُه ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ : أنَّه أصابَه قُطْعٌ أو بُهْرٌ فكان يُطْبَخُ لهُ في الحَسَاءِ فيَأْكُلُه يُقَالُ منه : قُطِعَ كعُنِيَ فهُوَ مَقْطُوعٌ
والقُطْعُ بالضَّمِّ : جَمْعُ الأقْطَعِ للمَقْطُوعِ اليَدِ كأَسْوَدَ وسُودٍ
والقُطْعُ أيضاً : جَمْعُ القَطِيعِ كأمِيرٍ للمَقْطوعِ فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ
و من المَجَازِ أصابَعُم قُطْعٌ وقُطْعَةٌ بضَمِّهما أو تُكْسَرُ الأُولَى أيضاً عن ابنِ دُرَيْدٍ وأبى الأصْمَعِيُّ إلاّ الضَّمَّ : إذا انقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ في القَيْظِ كَما في الصِّحاحِ وفي الحَدِيبُ : كانَ يَهُودُ قَوْماً لَهُم ثِمارٌ لا تُصِيبُها قُطْعَةٌ يعنِي عَطَشاً بانْقِطَاعِ الماءِ عنها ويُقَالُ للقَومِ إذا جَفَّتْ مِياهُهُم : قُطْعَةُ مُنْكَرَةٌ
والقِطْعَةُ بالكسْرِ : الطّائِفَةُ من الشّيءِ كاللِّيلِ وغيرِه وهو مَجاز
وقِطْعَةُ بلا لام مَعْرِفَةً : الأُنْثَى من القَطَاوالقُطْعة بالضَّمِّ ؟ : بَقيَّةُ يَدِ الأقْطَعِ ويُحَرَّكُ وقد تَقَدَّم ذلكَ للمُصَنِّفِ وكأنَّهُ عُمَّ به أوّلاً ثم خُصِّص بيَدِ الأقْطَعِ
والقِطْعَةُ : طائِفَةٌ تُقْطَعُ من الشِّيءِ قال ابنُ السِّكِّيتِ : ما كانَ من شَيءٍ قُطِعَ منْ شَيءٍ فإنْ كانَ المَقْطُوعُ قَدْ يَبْقَى منه الشَّيءُ ويُقْطَعُ قُلْتَ : أعْطِني قِطْعةً ومِثْلُه الخِرْقَةُ وإذا أرَدْتَ أن تَجْمَعَ الشَّيءِ بأسرِه حَتّى تُسَمِّيَ بهِ قُلْتَ : أعْطِني قُطْعةً وأمّا المَرَّةُ من الفِعْلِ فبالفَتْحِ : قَطَعْتُ قَطْعةً كالقُطَاعَةِ بالضَّمِّ أو هذه مُخْتَصَّةٌ بالأدِيمِ
والقُطْعَةُ والقُطَاعَةُ : الحُوّارَى وما قُطِعَ من نُخَالَته وقالَ اللِّحْيَانِيِّ قَطْعُ النُّخَالَةِ من الحُوّارَى : فصْلُهَا منه
والقُطْعَةُ : الطّائِفَةُ من الأرْضِ إذا كانَتْ مَفْرُوزَةً قالَ الفَرّاءُ : سَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يَقُول : غَلَبَنِي فلانٌ على قُطْعَة من الأرْضِ يريدُ إرْضاً مَفْرُوزَةً قالَ : فإن أرَدْت بها قِطْعَةً من شَيءٍ مِنْهُ قُلْتَ : قِطْعَةً وحَكَى عن أعْرَابيٍّ أنَّه قالَ : وَرِثْتُ من أبِي قُطْعَةً
والقُطْعَةُ أيضاً : لُثْغَةٌ في بنِي طَيِّيءٍ كالعَنْعَنَةِ في تَمِيمٍ عن أبِي تُرَابٍ وهُوَ وفي العُبابِ : وهي أنْ يَقُولَ : يا أبا الحَكَا يُرِيدُ أبا الحَكَمِ فيَقْطَع كَلامَهُ وهو مجَازٌ
وبَنُو قُطْعَةَ بالضَّمِّ حَيٌّ منَ العَرَبِ والنِّسْبَةُ إليهِ : قُطْعِيٌّ بالسُّكُونِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ
وكجُهَيْنَةَ قُطَيْعَةُ بنُ عَبْسِ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطَفانَ : أبو حَيٍّ والنِّسْبَةُ إليْهِ قُطَعِيٌّ كجُهَنِيٍّ ومنه حَزْمٌ وسَهْلٌ ابنا أبِي حَزْمٍ وأخُوهُم عَبْدُ الواحِدِ وابنُ أخِيهم مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى القُطَعِيُّونَ : مُحَدِّثُونَ
وقُطَيْعَةُ : لَقَبُ عَمْرِو بن عُبَيْدَةَ بنِ الحارِثِ بنِ سامَةَ بنِ لُؤَيِّ ابنِ غَالِبٍ وبَنُو سامَةَ في سوم نَقَلَه ابنُ الجَوّانِيِّ كما سيَأتِي في الميمِ إنْ شاءَ اللهُ تعَالى
وقُطَعاتُ الشَّجَر كهُمَزَةٍ وبالتَّحْرِيكِ وبِضَمَّتَيْنِ : أطْرَافُ أُبَنِها الَّتي تَخْرُجُ مِنْهَا إذا قُطِعَتْ الواحِدُ قَطَعَةٌ مُحَرَّكَةً وكهُمَزَةٍ وبِضَمَّتَيْنِ
والقُطاعَةُ بالضَّمِّ : اللُّقْمَةُ عن ابن الأعْرَابِيِّ
وما سَقَطَ من القَطْعِ كالبُرَايَةِ والنُّحَاتَةِ وأمْثَالِهِمَا
والقُطَيْعَاءُ كحُمَيْراءَ : ضَرْبٌ من التَّمْرِ قاله كُرَاعٌ فلَمْ يُحَلِّه أو هو التَّمْرُ الشِّهْرِيزُ وأنْشَدَ ابنُ دُرَيدٍ :
وباتثوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جَارَهُمْ ... وعِنْدَهُمُ البَرْنِيُّ في جُلَلٍ ثُجْلِ ورِوايَةُ الأزْهَرِيّ والدِّينوَرِيِّ : في جُلَلٍ دُسْمٍ وفي حدِيثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ : يَقْذِفُونَ فيه مِن القُطَيْعَاءِ
ويُقالُ اتَّقُوا القُطَيْعاءَ أي : أنْ يَنْقَطِعَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ في الحَرْبِ
والأقْطَعُ : المَقْطُوعُ اليَدِ ج : قُطعانٌ بالضَّمِّ كأسْودَ وسُودانٌ ولَهُ جَمْعٌ ثانٍ قدْ تَقَدَّم في كَلامِ المُصَنِّفِ وهو القُطْعُ بالضَّمِّ فانْظُرْ كَيْفَ فَرَّقَهُما في مَوْضِعَيْنِ ورُبَّمَا يَظُنَّ المُرَاجِعُ أنّه لا يُجْمَعُ إلاّ على قُطْعانٍ وليس كذلِكَ وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ : الأقْطَعُ : الأصَمُّ وأنْشَدَ :
إنَّ الأُحَيْمِرَ حِينَ أرْجُو رِفْدَهُ ... عُمْراً لأقْطَعُ سَيِّئُ الإصْرانِ الإصْرَانُ : جمعُ أصْرٍ وهو سَمُّ الأنْفِ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الحَمامُ إذا كانَ في بَطْنِه بَيَاضٌ فهو أقْطَعُ
قُلتُ : وهكذا ذَكَرَه الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأصْفَهَانِيُّ في كِتابِ غَرِيبِ الحَمَامِ
و من المَجَازِ : مَدَّ فُلانٌ ومَتَّ أيْضاً التّاءُ بَدَلٌ من الدّالِ إلَيْنَا بثَدْيٍ غَيْرِ أقْطَعَ : إذا تَوَسَّلَ إليْنَا بقَرَابَةٍ قَرِيبَةٍ قالَ :
دَعَانِي فَلَمْ أُورَأْ بهِ فأجَبْتُه ... فمَدَّ بثَدْيٍ بَيْنَنَا غيرِ أقْطَعَا والقاطِعُ والمِقْطَعُ كمِنْبر : المِثَالُ الذي يُقْطَعُ بهِ الثَّوْبُ والأدِيمُ ونَحْوُهُمااسْمٌ كالكَاهِلِ والغَارِب كالقِطاعِ ككِتاب الأخِيرُ عن أبِي الهَيْثَمِ وأنْكَرَ القاطِعَ وقالَ : هُوَ مِثْلُ لِحاف ومِلْحَف وسِرادِ وقِرَامٍ ومِقْرَم
والقِطَاعُ أيْضاً : الدَّرَاهمُ بلُغَةِ هُذَيْلٍ نَقَلَه ابنُ عَبّادِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : الدِّرْهَمُ وهُوَ غَلَطٌ
ويُقَالُ : هذا زَمَنُ القِطاعِ أي قِطَاعِ التَّمْر بالكَسْرِ ويُفْتَحُ عن اللِّحْيَانِيِّ أي الصِّرامِ وفي الصِّحاحِ : الجِرام يُقَالُ : قَطَعَ النَّخْلَ يَقْطَعُه قَطْعاً وقِطاعاً وقَطاعاً أي صَرَمَهُ
و من المَجَازِ : أقْطَعَةُ قَطِيعَةً أي : طائِفَةً من أرْضِ الخَراجِ
والإقْطَاعُ يَكُونُ تَمْلِيكاً ويَكُونُ غَيْرَ تَمْلِيكٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ : والقَطَائِع إنّما تَجُوزُ في عَفْوِ البِلادِ الّتِي لا مِلْكَ لأحَدٍ فِيها ولا عِمارَة فِيها لأحَدٍ فيُقْطِعُ الإمَامُ المُسْتَقْطِعَ مِنْهَا قَدْرَ ما يَتَهَيَّأُ له عمارَتُه بإجْرَاءِ الماءِ إلَيْهِ أوْ باسْتِخْرَاجِ عَيْنٍ منه أو بتَحَجَّرٍ عليه للبِناءِ فيهِ
قالَ الشّافِعِيُّ : ومن الإقْطَاعِ إقْطَاعُ إرْفَاقٍ لا تَمْلِيكٍ كمُقَاعَدةِ بالأسْوَاقِ الّتِي هِيَ طُرُقُ المُسْلِمينَ فمَنْ قَعَدَ في مَوْضِعٍ منها كانَ لَهُ بقَدْرِ ما يَصْلُحُ لَهُ ما كانَ مُقِيماً فيهِ فإذا فارَقَه لم يَكُنْ له مَنْعُ غَيْرِه منه كأبْنِيَةِ العَرَبِ وفَساطِيطِهِم فإذا انْتَجَعُوا لم يَمْلِكُوا بِهَا حَيْثُ نَزَلُوا
ومِنْهَا : إقْطَاعُ السُّكْنَى وفي الحَدِيثِ : لَمَّا قَدِمَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِينَةَ أقْطَعَ النّاسَ الدُّورَ مَعْنَاهُ أنْزَلَهُم في دُورِ الأنْصَارِ يَسْكُنُونَها مَعَهُم ثُمَ يَتَحَوَّلُونَ عنْهَا ومنه الحَدِيثُ : أنّه أقْطَعَ الزُّبَيْرَ نَخْلاً يُشْبِه أنَّه إنّمَا أعْطَاهُ ذلكَ مِنَ الخُمُسِ الذّي هو سَهْمُه لأنَّ النَّخْلَ مالٌ ظاهِرُ العَيْنِ حاضِرُ النَّفْعِ فلا يَجُوزُ إقْطَاعُه وأمّا إقْطَاعُ المَوَاتِ فهُوَ تَمْلِيكٌ
و من المَجَازِ : أقْطَعَ فلاناً قُضْباناً من الكَرْمِ : أذِنَ لَهُ في قَطْعِهَا
والدَّجَاجَةُ : أقَفَّتْ
والنَّخْلُ : أصْرَمَ
ومن المَجَازِ : أقْطَعتِ القَوْمُ : إذا انْقَطَعتِ القَوْمُ : إذا انْقَطَعَتْ عَنْهُم مِياهُ السَّمَاءِ فرَجَعُوا إلى أعْدَادِ المِيَاهِ قال أبو وَجْزَةَ :
تَزُورُ بِيَ القَومَ الحَوَارِيَّ إنَّهُمْ ... مَنَاهِلُ أعْدَادٌ إذا النّاسُ أقْطَعوا وأقْطَعَ فُلاناً : جاوَزَ بهِ نَهْراً وكذا قَطَعَ بهِ وهو مجازٌ
ومن المَجَازِ : أقْطَعَ فُلانٌ : إذا انْقَطَعَتْ حُجَّتهُ وبَكَّتُوه بالحَقِّ فَلمْ يُجِبْ فهو مَقْطِعٌ بكَسْرِ الطاءِ
و المُقْطَعُ بفَتْحِ الطّاءِ : البَعِيرُ الّذِي جَفَرَ عنِ الضِّرابِ يُقالُ : هذا عَوْدٌ مُقْطَعٌ قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ رضي الله عنه يصِفُ امْرَأتَه :
قامَتْ تُبَكِّي أنْ سَبَأْتُ لفِتْيَةٍ ... زِقّاً وخابِيَةً بعَوْدٍ مُقْطَعِ وهو مجَازٌ
والمُقْطَعُ : مَنْ لا يُرِيدُ النِّسَاءَ عن ابنِ عَبّادٍ وهو مجازٌ وفي اللِّسان أقْطَعَ وأُقْطِعَ : ضَعُفَ عن النِّكَاحِ وأُقْطِعَ بهِ إقْطَاعاً فهُوَ مُقْطَعٌ : إذا لم يُرِدِ النِّسَاءَ ولم يَنْهَضْ عُجارِمُه
و المُقْطَعُ : مَنْ لا دِيوَانَ له كما في اللِّسَان والمُحِيط وفي الحَدِيثِ : كانُوا أهْلَ دِيوَانٍ أوْ مُقْطَعِينَ وهُوَ بفَتْحِ الطاءِ لأنَّ الجُنْدَ لا يَخْلُون من هذَيْنِ الوَجْهَيْنِ ومِنْ ذلكَ قَوْلُ أهْلِ الخِطَطِ هذهِ القَرْيَةُ كانَتْ وَقْفاً على المُقْطَعِينَ وهو مَجازٌ
والبَعِيرُ مُقْطَعٌ : إذا قامَ مِنَ الهُزَالِ نَقَلَه ابنُ عبّادٍ وهُوَ مجازٌ
والغَريبُ في البَلَدِ إذا أٌقْطِعَ عن أهْلِهِ إقْطاعاً فهو مُقْطَعٌ عنهُمْ ومُنْقَطِعٌ وهُوَ مجَازٌ وكذلِكَ الرَّجُلُ يُفْرَضُ لِنُظَرائهِ ويُتْرَكُ هُوَ مُقْطَعٌ وهُوَ مَجَازٌ
والمُقْطَعُ أيضاً : المَوْضِعُ الّذِي يُقْطَعُ فيهِ النَّهْرُ من المَعَابِرِ وغَيْرِهَا وقد أقْطَعَه بهِومن المَجَازِ تَقْطِيعُ الرَّجُلِ قَدُّه وقامَتُه يُقَالُ إنَّه لحَسَنُ التَّقْطِيعُ أي : حَسَنُ القَدِّ وشَيءٌ حَسَنُ التَّقْطِيعِ أي : حَسَنُ القَدِّ
ومن المجاز : التقطبع في الشعر : هو وزنه بأجزاء العروض وتجزئته بالأفعال
ومن المَجَازِ التَّقْطِيعُ : مَغَصٌ في البَطنِ عن أبِي نَصْرٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ كالتَّقْضِيعِ بالضّادِ
ومن المَجَازِ قَطَّعَ الفَرَسُ الجَوَادُ الخَيْلَ تَقْطِيعاً إذا سَبَقَها أي : خَلَّفَها ومَضَى ومنه قَوْلُ النّابِغَةِ الجَعْدِيِّ رضي الله عنه يَصِفُ فَرَساً :
يُقَطِّعُهُنَّ بتَقْرِيبه ... ويأْوي إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ وقالَ اللّيْثُ : يُقَالُ : قَطَّعَ اللهُ تعالَى عَلَيْهِ العَذَابَ أي : لَوَّنَهُ عليه وجَزَّأهُ ضُرُوباً منه
ومن المَجَازِ قَطَّعَ الخَمْرَ بالمَاءِ تَقْطِيعاً : مَزَجَهَا فتَقَطّعَتْ : امتَزَجَتْ وتَقَطَّعَ فيهِ الماءُ قالَ ذوُ الرُّمَةِ :
يُقْطِّعُ مَوضُوعَ الحَديثِ ابتِسامُها ... تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ في نُزَفِ الخَمرِ مَوضُوعُ الحَدِيثِ : مَحفُوظه وهو أنْ تَخْلِطَه بالابتِسَامِ كما يُخْلَطُ الماءُ بالخَمرِ إذا مُزِجَ
ومن المَجَازِ المُقَطَّعَةُ كمُعَظَّمةِ والمُقَطَّعاتُ : القِصارُ من الثِّيَابِ اسمٌ واقِعٌ على الجِنْسِ لا يُفْرَدُ له واحِدٌ لا يُقَالُ للجُبَّةِ الصَّغِيرَةِ : مُقَطَّعَةٌ ولا للقَمِيصِ مُقَطَّعٌ ويُقَالُ لِجُمْلَةِ الثِّيَابِ القِصَارِ : مُقَطَّعاتٌ ومُقَطَّعَةٌ الوَاحِدُ ثَوْبٌ كالإبِلِ واحِدُها بَعِيرٌ والمَعْشَرِ واحِدهُم رَجُلٌ ولا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه وفي الحَدِيث : أنَّ رَجُلاً أتى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهِ مُقَطَّعاتٌ لهُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : أيْ ثِيابٌ قِصَارٌ لأنَّهَا قُطِعَتْ عن بُلُوغِ التَّمامِ ومِثْلُه قَوْلُ أبي عُبَيْد وأنْكَرَ ابنُ الأعْرَابِيِّ ذلك واسْتَدَلَّ بحَدِيث ابنِ عَبّاسٍ في صِفَةِ نَخْلِ الجَنَّةِ قالَ : نَخْلُ الجَنَّةِ سَعَفُهَا كُسْوَةٌ لأهْلِ الجَنَّةِ مِنْهَا مُقَطَّعاتُهُم وحُلَلُهم قال شَمِرٌ : لم يكُنْ يَصِفُها بالقِصَرِ لأنَّه عَيْبٌ
أو المُقَطَّعاتُ : بُرُودٌ عَلَيْهَا وشْيٌ مُقَطَّعٌ هذا قَوْلُ شَمِرٍ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ وقال شَمِرٌ أيْضاً : المُقَطَّعُ من الثِّيابِ : كُلُّ ما يُفَصَّلُ ويُخَاطُ مِنْ قُمُصٍ وجِبابٍ وسَراوِيلاتٍ وغَيْرِهَا وما لا يُقَطَّع منه كالأرْدِيَةِ والأُزُرِ والمَطَارِفِ والرِّياطِ الّتِي لم تُقَطَّعْ وإنَّما يُتَعَطَّفُ بها مَرَّةً ويُتَلَفَّعُ بها مَرَّةً أُخْرَى وأنْشَدَ لرُؤْبَةَ يَصِفُ ثَوْراً وَحْشِياً :
" كأنّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا
" مُخَالِطَ التَّقْلِيصِ إذْ تَدَرَّعَا قالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ : يَقُول : كأنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه يَقُولُ : تَخالُ أنَّه أُلْبِسَ ثَوْباً أبْيَضَ مُقَلَّصاً عنه لم يَبْلُغُ كُراعَه لأنَّها سُودٌ لَيْسَتْ على لَونِه
ومن المَجَازِ المُقَطَّعاتُ مِنَ الشِّعْرِ : قِصَارُه وأراجِيزُه سُمِّيَت الأرَاجِيزُ مُقَطَّعاتٍ لِقِصَرِها ويُرْوَى أنَّ جَرِيراً قال للعَجّاجِ وكان بيْنَهُما اخْتِلافٌ في شَيءٍ أما واللهِ لَئنْ سَهِرْتَ له لَيْلَةً لأدَعَنَّهُ وقَلَّما تُغْنِي عنْهُ مُقَطَّعَاتُه يعْنِي أبْيَاتَ الرَّجَزِ
والحَدِيدُ المُقَطَّعُ كمُعَظَّمٍ : المُتَّخَذُ سِلاحاً يُقال : قَطَّعْنا الحَدِيدَ أيْ : صَنَعْنَاهُ دُرُوعاً وغَيْرَها من السّلاحِ قالَ الرّاعِي :
فقُودُوا الجِيادَ المُسْنِفَاتِ وأحْقِبُوا ... على الأرْحِبِيّاتِ الحَدِيدَ المُقَطَّعا ويُقَال للقَصِيرِ مِنَ الرِّجَالِ إنَّهُ مُقَطَّعٌ مُجَذّرُ
ومن المَجَازِ صِدْتُ مُقَطَّع الأسْحَارِ : اسْمٌ للأرْنَبِ السَّرِيعَةِ ويُقَال لها أيْضاً : مُقَطّعَةُ السُّحُورِ وقد تقَدَّمَ بيانُه في سحر فراجِعْه
وقالَ أبو عُبَيْدَةَ في الشِّياتِ : المُتَقَطِّعَةُ من الغُررِ : الَّتِي ارْتَفَعَ بَيَاضُها مِنَ المَنْخِرَيْنِ حتّى تَبْلُغَ الغُرَّةُ عَيْنَيْهِ دُونَ جَبْهَتهِومن المَجَازِ انْقُطِعَبهِ مَجْهُولاً : إذا عَجَزَ عن سَفَرِه مِنْ نَفَقَه ذَهَبَتْ أو قامَتْ عليهِ راحِلَتُه أو أتَاهُ أمْرٌ لا يَقدِرُ على أنْ يَتَحَرَّكَ معه ولو قالَ : وانْقُطِعَ به مَجْهُولاً كأٌقْطِعَ بهِ لأفَادَ الاخْتِصَارَ
ومن المَجَازِ مُنْقَطعُ الشيءِ بفَتْحِ الطّاءِ : حَيْثُ يَنْتَهِي إلَيْهِ طَرَفُه
والمُنْقَطِعُ بكَسْرِ الطّاءِ : الشَّيءُ نَفْسُه
وهُوَ مُنْقَطِعُ القَرينِ بِكَسْرِها أي : عَدِيمُ النَّظِير في السَّخاءِ والكَرَمِ قالَ الشَّمّاخُ :
رَأيتُ عَرَابَةَ الأوْسِيَّ يَسْمُو ... إلى الخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ وقَاطَعا مُقَاطَعَةً : ضِدُّ واصَلا
وقاطَعَ فُلانٌ فُلاناً بسَيْفَيْهِما : إذا نَظَرا أيُّهُما أقْطَعُ أي أكْثَرُ قَطْعاً وكذلِكَ قاطَعَ الرَّجُلانِ بسَيْفهِما واقْتَطَعَ مِنْ مالِهِ قِطْعَةً : أَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً لنَفْسِهِ مُتَمَلِّكاً ومِنهُ الحَدِيثُ في اليَمِينِ أو يَقْتَطِع بِهَا مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وهو افْتَعَلَ مِنَ القَطْعِ
ومن المَجَازِ المَجَازِ : جاءَت الخَيْلُ مُقْطَوْطِعاتٍ أي سِرَاعاً بَعْضُها في إثْرِ بَعْضٍ كَذَا في الصِّحاحِ والعُبَابِ
والقَطَعُ مُحَرَّكَةً : جَمْع قَطَعَةٍ مُحَرَّكَةً أيضاً : وهي بَقِيَّةُ يدِ الأقْطَعِ وقد سَبَقَ لَهُ ذلكَ
والقُطَعُ كصُرَدٍ : القاطِعُ لرَحِمهِ وقد سبَقَ له ذلكَ فهُوَ تَكْرَارٌ
والقُطَعُ أيضاً : جَمْعُ قُطْعَةٍ بالضَّمِّ للطَّائِفَةِ المَفْرُوزَةِ من الأرْضِ وقدْ تَقَدَّم
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : انْقَطَع وتَقَطَّعَ كِلاهُمَا : مُطَاوِعُ قَطَعَهُ واقْتَطَعه الأخِيرُ شُدِّدَ للْكَثْرَةِ
وتَقَطَّعوا أمْرَهُم : تَقَسَّمُوه
وتَقَطَّعَتِ الأسْبَابُ : انْقَطَعتْ
وقيلَ : تَقَطَّعُوا أمْرَهُم : تَفَرَّقُوا في أمْرِهِمْ على نَزْعِ الخافِضِ
والتَّقْطِيعُ : التَّخْدِيشُ
وقَطَّعَهُ تَقْطِيعاً : فَرَّقَهُ
والتَّقْطِيعُ : الانْقِطَاعُ ومِنْهُ قَوْلُ أبي ذُؤّيبٍ : كأنَّ ابْنَةَ السَّهْمِي دُرَّةُ قامِسٍ لَها بعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وَهيجُ أي بَعْدَ انْقِطاعِ النُّبُوح والنُّبُوحُ : الجَمَاعاتُ أرادَ بَعْدَ الهُدُوِّ والسُّكُونِ باللَّيْلِ
وتَقَاطَعا : ضِدُّ تَوَاصَلا
وتَقَاطَعَ الشَّيءُ : بانَ بَعْضُهُ من بَعْضٍ
والمَقَاطِيعُ : جَمْعُ قِطْعٍ بالكَسْرِ للنَّصْلِ القَصِيرِ جاءَ على غَيْرِ واحِدِه نادِراً كأنَّه إنَّمَا جَمَعَ مِقْطَاعاً ولم يُسْمَعْ كما قالُوا : مَلامِحُ ومَشَابِهُ ولمْ يَقُولُوا : مَلْمَحَة ولا مَشْبَهَة
وقالَ الأصْمَعِيُّ : ورُبَّما سَمَّوا القِطْعَ مَقْطُوعاً والمَقَاطِيعُ جَمْعُه وقالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
وشَفَّت مَقَاطِيعُ الرُّمَاةِ فُؤادَهُ ... إذا يَسْمَعُ الصَّوْتَ المُغَرّدَ يَصْلِدُ والمِقْطَاعُ كمِحْرابٍ : ما قَطَعْتَ بهِ
وسَيْفٌ قاطِعٌ وقَطّاعٌ ومِقْطَعٌ
والقَطّاعُ : سَيْفُ عِصَامِ بنِ شَهْبَر
وأبو القَاسِمِ عَلِيُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ عليٍّ السَّعْديُّ عُرِفَ بابنِ القَطّاعِ اللُّغَويّ المِصْرِيّ المُتَوفَّى سَنَةَ خَمْسِمائَةَ وخمْسَةَ عَشَرَ
ورَجُلٌ لَطّاعٌ قَطّاعٌ : يَقْطَعُ نِصْفَ اللُّقْمَةِ ويَرُّدُ الثانِي واللَّطَاعُ مَذْكورٌ في مَوْضِعِه
وكَلامٌ قَاطِعٌ على المَثَلِ كقولِهِمْ : نافِذٌ
ويَدٌ قَطْعَاءُ : مَقْطُوعَةٌ
وقالَ اللَّيْثُ : يَقُولُونَ : قُطِعَ الرَّجُلُ ولا يَقُولونَ : قُطِعَ الأقْطَعُ لأنَّ الأقْطَعَ لا يَكُونُ أقْطَعَ حَتَّى يَقْطَعَهُ غَيْره ولو لَزِمَهُ ذلكَ من قِبَلِ نَفْسِه لَقِيلَ : قَطِعَ أو قَطُعَ
وقَطَع اللهُ عُمُرَهُ على المَثَلِ
وقُطِعَ دابِرهُم أي : ستوْصِلُوا من آخِرِهِمْ
وشَرَابٌ لَذِيذُ المَقْطَع أي : الآخِرِ والخاتِمَةِ وهو مجَازٌويُقَال للفَرَسِ الجَوَادِ : تَقَطَّعَتْ عليه أعْنَاقُ الخَيْلِ : إذا لَمْ تَلْحَقْه ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ في أبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما : ليْسَ فِيكُم مَنْ تَقَطَّعُ عَلَيْهِ الأعْنَاقُ مثلَ أبي بكْرٍ أي ليسَ فيكُم سابِقٌ إلى الخَيْراتِ تَقَطَّعُ أعْنَاقُ مُسَابقِيهِ حَتَّى لا يَلْحَقَه أحَدٌ مِثْل أبي بَكْرٍ وفي حَديثِ أبي رزين : فإذا هيَ يُقَطَّعُ دُونَهَا السّرابُ أي : تُسْرِعُ إسْرَاعاً كَثِيراً تَقَدَّمَتْ بهِ وفَاتَتْ حَتّى إنَّ السّرابَ يَظْهَرُ دُونَهَا أي مِنْ وَرَائِها لبُعْدِها في البَرِّ
ومُقَطَّعاتُ الشَّيءِ : طَرَائِقُه الّتِي يتَحَلَّلُ إلَيْهَا ويَترَكَّبُ مِنْها كمُقَطَّعاتِ الكلامِ
ومَقَاطِيعُ الشِّعْرِ : ما تَحَلَّلَ إليهِ ويَترَكَّبُ مِنه من أجزَائِه الّتِي يُسَمِّيها العَرُوضِيُّونَ الأسْبَابَ والأوْتادَ
وقالَ سِيبوَيْهِ : قَطَعْتُه : أوْصَلتُ إليهِ القَطْعَ واسْتَعْمَلَتُه فيهِ
وانْقَطَعَ الشّيءُك ذَهَبَ وقْتُه ومنه قَوْلُهم : انْقَطَعَ البَرْدُ والحَرُّ وهو مجَازٌ
وانْقَطَعَ الكَلامُ : وَقَفَ فَلمْ يَمْضِ
وانْقَطَعَ لِسانُه : ذَهَبَتْ سَلاطَتُه
وهو أقْطَعُ القَولِ : قَطِيعُهُ
واقْتُطِعَ دُونَه : أُخِذَ وانْفُرِدَ بهِ
وقَطَعَ بَعْثاً : أفْرَدَ قَوْماً بَعَثَهُم في الغَزْو بعَيْنِهِم من غَيْرِهِمْ
وأقْطَعْتُ الشَّيءَ : إذا انْقَطَعَ عنكَ يُقَال قد أقْطَعْتُ الغَيْثَ
وهو قَطُوعٌ لإخْوانِه كصَبورٍ كما في اللِّسَانِ وقَطيعٌ لإخْوانِه كأمِيرٍ كما في الأساسِ : إذا كانَ لا يَثْبُتُ على مُؤاخاةِ وهو مَجَازٌ
وتَقَاطَعَتْ أرْحَامُهُم : تَحَاصَّتْ وهو مَجازٌ
ورَجُلٌ مِقْطَعٌ وقَطّاعٌ كمِنْبَرٍ وشَدّادِ : يَقْطَعُ رَحِمَهُ
وقَطَّعَ تَقْطِيعاً شُدِّدَ للكَثْرَةِ وأنْشَدَ ابنُ الأعرابِيِّ للبَعيثِ :
طَمِعْتُ بلَيْلَى أنْ تَرِيعَ وإنَّمَا ... تُقَطِّعُ أعْنَاقَ الرِّجالِ المَطامِعُ وقوله تعالى : أنْ تُفْسدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحَامَكُمْ أي : تَعُودُوا إلى أمْرِ الجَاهلِيَّةِ فتُفْسِدُوا في الأرْضِ وتَئدُوا البَنَاتِ
ورَجُلٌ قَطِيعٌ : مَبْهُورٌ بَيِّنُ القَطاعَة وكذلك الأنْثَى بغَيْرِ هاءٍ
وامْرَأَةٌ قَطُوعُ وقَطِيعُ : فاتِرَةُ القِيَامِ وقد قَطُعَتْ ككَرُمَ
والقُطُع بضَمَّتَيْنِ في الفَرَسِ : انْقِطَاعُ بَعْضِ عُرُوقِه
واسْتَقْطَعَهُ القَطِيعةَ : سألَه أن يُقْطِعهِ إيّاها قالَ ابنُ الأثِيرِ : أي سألَه أنْ يَجْعَلَهَا لَهُ إقْطاعاً يَتَمَلَّكُها ويَسْتَبِدُّ بِهَا
والقُطْعُ بالضَّمِّ : وَجَعٌ في البَطنِ ومَغَصٌ
والقِطْعَةُ من الغَنَمِ بالكَسْرِ كالقَطيعِ
ورَجُلٌ مُقَطَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مُجَرَّبٌ
ويُقَال الصَّوْمُ مَقْطَعَةٌ للنِّكاحِ كما في الصِّحاحِ والهَجْرُ مَقْطَعَةٌ للوُدِّ كما في الأساسِ وهو مَجازٌ
والقِطعَةُ والقِطَاعُ بكَسْرِهِما : طائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ
وقوله تعالى : قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ منْ نارٍ أي خِيطَتْ وسُوِّيَتْ وجُعِلَتْ لَبُوساً لَهُم
والمَتَقَطِّعُ : القَصِيرُ
وتَقَطَّعَتِ الظِّلالُ : قَصُرَت
والقِطْعُ بالكَسْرِ : ضَرْبٌ من الثِّيَابِ المُوَشّاةِ والجَمْعُ قُطُوعٌ
وقاطَعَهُ على كَذَا مِنَ الأجْرِ والعَمَلِ ونَحْوِه مُقَاطَعَةً وهو مجَازٌ
قالَ اللَّيثُ : ومُقَطَّعَةُ الشَّعَرِ : هَناتٌ صِغارٌ مِثْلُ شَعَرِ الأرَانِبِ قالَ الأزْهَريُّ : وهذا ليْسَ بشَيءٍ
ويُقَال للأرْنَبِ السَّرِيعَةِ أيْضاً : مُقَطِّعَةُ السُّحُورِ ومُقَطِّعَةُ النِّياطِ وقال آخر :
مَرَطَى مُقَطِّعَة سُحُورَ بُغَاتِهَا ... مِنْ سُوسِهَا التَّوْتِيرُ مَهْمَا تُطْلَبِ ويُقَال لَهَا أيضاً : مُقَطِّعَةُ القُلوبِ أنْشَد ابنُ الأعْرَ
بَهْمَاز بالفتح أهمله أئمّة الغريب كلّهم وهو والدُ عبدِ الرحمن التابعيّ الحجازيّ . قلتُ : الصوابُ فيه بَهْمَان بالنون في آخره قال البُخاريّ في تاريخه في ترجمة حسّان بن ثابِت : عبد الرحمن بن بَهْمَان عن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابِت قال البُخاريّ : وقال بعضُهم عبد الرحمن بن يَهْمَان ولا يَصِحْ يَهْمَان وعبدُ الرحمن مَجْهُول . قال الحافظ ابنُ حَجَرٍ : رأيتُ بخطّ مَغَلْطاي أنّه رأى بخطّ الحافظ ابن الأَبّار : بَهْمَان الأوّل بباءٍ مُوَحّدة والثاني الذي قال فيه البُخاريّ لا يصح بياءٍ أخيرة انتهى . قلتُ : ورأيت في ديوان الضُّعَفاءِ للحافظِ الذَّهَبيّ وهو مُسَوَّدةٌ بخطِّه ما نصُّه : عبد الرحمن بن بَهْمَان تابعيٌّ مجهولٌ وجعل عليه علامة القاف . فظهر ممّا ذَكَرْنا أن الذي ذهبَ إليه المُصنِّف وهو كَوْنُه بالزاي في آخرِه خَطَأٌ وصوابُه بالنون فتأمَّلْ
الهَمْز : الغَمْز هَمَزَه يَهْمِزُه هَمْزَاً : غَمَزَه وقد هَمَزْتُ الشيءَ في كفِّي قال رُؤْبة :
" ومن هَمَزْنا رَأْسَه تهَشَّما و هَمَزَ الجَوزَةَ بيدِه يَهْمِزُها هَمْزَاً كذلك . وهَمَزَ الدّابَّةَ يَهْمِزُها همزاً : غَمَزَها . الهَمْز : الضَّغْط . وقد هَمَزَ القَناةَ إذا ضَغَطَها بالمَهامِز للتَّثْقيف وقال رُؤْبة :
" ومَن هَمَزْنا رَأْسَه تَهَشما ومنه الهَمْزُ في الكلام لأنّه يُضْغَط يقال : هَمَزْتُ الحرف . كذا في العُباب . الهَمْز : النَّخْس وهو شِبهُ الغَمْز . الهَمْز : الدفعُ والضربُ وقد هَمَزَه مثلُ نَهَزَه ولَهَزَه ولَمَزَه أي دَفَعَه وضَرَبَه قال رُؤْبة :
ومَن هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَعا ... على اسْتِه رَوْبَعةً أو رَوْبَعا
تَبَرْكعَ الرجلُ إذا صُرِعَ فَوَقَع على استِه . ويقال : هَمَزْته إليه الحاجةُ أي دَفَعَتْه . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الهَمْز : العَضُّ . الهَمْز : الكَسرُ يَهْمُزُ ويَهْمِزُ بالضَّمّ وبالكَسْر . منَ المَجاز : الهامِزُ والهُمَزَة : الغَمّاز الأخير للمبالغة وكذلك الهَمّاز - ككَتَّان - وهو العَيّاب . وقيل : الهَمَّاز والهُمَزَة : الذي يَخْلُفُ الناسَ من ورائِهم ويأكلُ لحومَهم وهو مِثلُ العُيَبَة يكون ذلك بالشِّدْقِ والعينِ والرأس . وقال الليث : الهَمَّازُ والهُمَزَة : الذي يَهْمِزُ أخاه في قَفاه من خَلْفِه وفي التنزيل العزيز : " هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بنَميم " وفيه أيضاً : " وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ " . وكذلك امرأةٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ لم تلحقِ الهاءُ لتأنيثِ الموصوفِ بما هو فيه ؛ وإنّما لَحِقَت لإعلامِ السامِعِ أنّ هذا الموصوفَ بما هو فيه قد بلغ الغايةَ والنِّهايةَ فجُعِلَ تأنيثُ الصِّفةِ أَمارَةٌ لما أُريدَ من تأنيثِ الغايةِ والمُبالَغة . وقال إسحاق : الهُمَزَةُ اللُّمَزَة : الذي يَغْتَابُ الناسَ ويَغُضُّهم وأنشد :
إذا لَقيتُكَ عن شَحْطٍ تُكاشِرُني ... وإنْ تغَيَّبْتَ كنتَ الهامِزَ اللُّمَزَهْ ورُوي عن ابنِ عبّاس في قَوْله تَعالى : " ويلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ " قال : هو المَشّاءُ بالنَّميمة المُفَرِّقُ بين الجماعة المُغري بين الأحبَّة . وفَسَّرَ النبيُّ صلّى الله تعالى عليه وسلَّم هَمْزَ الشيطانِ بالمُوتَة أي الجُنون . ونَصُّ الحديث : " كان إذا اسْتفتَحَ الصلاةَ قال : اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الشيطانِ الرجيم ؛ من هَمْزِه ونَفْثِه ونَفْخِه . قيل : يا رسول الله : ما هَمْزُه ونَفْثُه ونَفْخُه ؟ قال : أمّا هَمْزُه فالمُوتَة وأما نَفْثُه فالشِّعر وأمّا نَفْخُه فالكِبْر " . قال أبو عُبْيَد : المُوتة : الجُنون ؛ لأنّه يحصلُ من نَخْسِه وغَمْزِه . وكلُّ شيءٍ دَفَعْته فقد هَمَزْته . وقيل : هَمَزَ الشيطانُ هَمْزَاً : هَمَسَ في قَلْبِه وَسْوَاساً . وهَمَزَات الشياطين : خَطَرَاتُها التي تُخطِرُها بقلبِ الإنسان وهو مَجاز . والمِهْمَز والمِهْماز كمِنْبَر ومِصباح : ما هُمِزَتْ به الدّابّةُ : وهي حديدةٌ في مُؤَخَّر خُفِّ الرّائِضِ . ج مَهامِزُ ومَهاميز كمَنابر ومَصابيح قال الشَّمَّاخ :
أقامَ الثِّقافُ والطَّريدةُ دَرْأَها ... كما قوَّمَتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ قال أبو الهيثم : المِهْمَزَة : المِقرَعة من النُّحاس تُهمَزُ بها الدّاوبُّ لتُسرِع والجمعُ المَهامِز . المِهْمَزَةُ العَصا عامَّةً أو عصاً في رَأْسِها حديدةٌ يُنخَسُ بها الحمار قاله شَمِرٌ قال الشّمَّاخُ يصفُ قَوْسَاً :
أقامَ الثِّقافُ والطَّريدةُ دَرْأَها ... كما قَوَّمَتْ ضِغنَ الشَّموسِ المَهامِزُ ورجلٌ هَميزُ الفؤاد كأميرٍ أي ذَكيٌّ مثلُ حَميزٍ . وهَمَزَى كَجَمَزى : ع بعَينه هكذا ذكره ياقوتٌ وقال ابنُ دُرَيْد : زَعَموا . ورِيحٌ هَمَزَى : لها صوتٌ شديد . وقَوسٌ هَمَزَى : شديدةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهم عن أبي حنيفة . وقال ابنُ الأنباريّ : قَوْسٌ هَمَزَى : شديدةُ الهَمْزِ إذا نُزِعَ فيها وقوَسٌ هَتَفَى : تَهْتِفُ بالوَتَر . قال أبو النَّجْم يصفُ صائداً :
أَنْحَى شِمالاً هَمَزَى نَصوحا ... وَهَتَفى مُعْطِيَةً طَرُوحاوسَمَّوْا هُمَيْزاً وهَمَّازاً كزُبَيْرٍ وعَمّار قاله ابنُ دُرَيْد . يقال : هَمَزْتُ به الأرضَ أي صَرَعْتُه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قَوسٌ هَموزٌ كصَبورٍ : مثلُ هَمَزَى عن أبي حنيفة . والهُمَّاز : العَيّابون في الغَيْب عن ابْن الأَعْرابِيّ . والهَمْز : العَيْب عنه كذلك . والهُمْزَة بالضَّمّ : النُّقْرَة كالهَزْمَة وقيل : هو المكانُ المُنْخَسِفُ عن كُراع . والهَمْزَة : أُختُ الألف إحدى الحروف الهجائيّة لغةٌ صحيحةٌ قديمة مسموعة مشهورةٌ ؛ سُمِّيت بها لأنّها تُهمَزُ فَتَنْهَمِزُ عن مَخْرَجِها قاله الخليل فلا عِبرةَ بما في بعضِ شُروحِ الكَشّاف : أنّها لم تُسمَعْ وإنّما اسمُها الألِفُ . وقد تقدّم الكلامُ عليها في أوّل الكتاب قال شَيْخُنا : وقد فرقَ بينها وبين الألف جماعةٌ بأنّ الهَمْزَةَ كَثُرَ إطلاقُها على المُتحَرِّكة والألفَ على الحرفِ الهاوي الساكنِ الذي لا يَقْبَلُ الحركةَ